الضنك في حجة.. داءٌ يرفع راية الحوثي

الجمعة 25 أكتوبر 2019 01:58:35
"الضنك" في حجة.. داءٌ يرفع راية الحوثي
واصلت المليشيات الحوثية، استهدافها للقطاع الصحي بغية تكبيد السكان أعباء إنسانية لا تُطاق، على النحو الذي يضمن لها إطالة الأزمة لأقصى أمد ممكن.
المليشيات الحوثية أقدمت في الساعات الماضية على إغلاق مستشفى "أطباء بلا حدود" بمديرية عبس في محافظة حجة في وجه المرضى المصابين بحمى الضنك.
وقالت مصادر محلية إنّ مليشيا الحوثي منعت العاملين في المستشفى، من استقبال أي حالة مرضية بحمى الضنك من أبناء عبس والمديريات المجاورة لها، وأوضحت أنّ إغلاق الحوثيين للمستشفى، جاء من أجل تفريغها لجرحاهم الذين تزايدت أعدادهم جراء المواجهات الأخيرة.
وكان تقرير أوروبي قد كشف مؤخرًا عن تفشي حمى الضنك، في عديد المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية، ما أدّى إلى وفاة 79 شخصًا خلال الأشهر التسعة الماضية.
المفوضية الأوروبية للحماية المدنية وعمليات المساعدات الإنسانية قالت إنّه تمَّ الإبلاغ عن 14 ألفًا و540 حالة مشتبه فيها من حمى الضنك، توفي منها 79 حالة منذ بداية العام.
وأشار التقرير إلى تزايد خطر انتقال العدوى بحمى الضنك بسبب الحرب الحوثية، ونقص المرافق الصحية، وسوء الظروف المعيشة وعدم وجود أنشطة لمكافحة ناقلات الأمراض، وتواجه شريحة الفقراء، التي تمثل السواد الأكبر من السكان، صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية خاصة في ظل التكلفة العالية لخدمات المرافق الصحية الخاصة.
وعلى مدار سنوات الحرب الحوثية الخمس، تفشّت الكثير من الأمراض، التي أودات بأروح عشرات الالاف من السكان، في ظل تدهور القطاع الصحي، وعدم قدرته على الاستجابة لاستقبال الحالات المرضية الطارئة، ومنها الكوليرا والدفتيريا والحصبة وحمى الضنك.
وبين حينٍ وآخر، تصدر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها العديد من التقارير بشأن المأساة الإنسانية والأزمة الصحية، الناجمة عن الحرب الحوثية، والتي ضاعفتها حكومة الشرعية هي الأخرى، بعدما تسبّبت في تأخير الحسم العسكري ضد المليشيات وحرّفت بوصلة الحرب بشكل كامل.
وأصبح نحو مليوني طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم حوالي 360 ألفًا دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحاد جدًّا، وهم يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة، بحسب تقرير صادرٍ عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
الوضع المروّع يشير كذلك إلى أنّ الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد هم أكثر عرضة للوفاة بـ11 ضعفًا بالمقارنة مع أقرانهم الذين يحظون بتغذية جيّدة، كما أنّ تقديرات المنظمات الأممية تكشف أنَّ حوالي 2,5 مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن بحاجة ماسة إلى خدمات التغذية والمشورة لعلاج سوء التغذية أو الوقاية منه، إذ تتعرض النساء الحوامل المصابات بسوء التغذية لخطر متزايد من الإجهاض والكرب الذي تسببه، بالإضافة إلى فقر الدم والموت أثناء الولادة.
وحلّ اليمن في صدارة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأكثر جوعًا، بحسب مؤشر الجوع العالمي للعام الحالي، الذي أعلنته منظمة "إغاثة جوعى العالم" الألمانية، والتي قالت بدورها إنّ عدد الجوعى يتصاعد بشكلٍ مقلق.
وتعتمد إحصائيات المؤشر وتصنيفاته، بشكلٍ أساسي على أربعة معايير لقياس مستوى الجوع، تتمثل في حساب عدد السكان الذين يعانون من نقص التغذية، كما يتم التقييم عبر إحصاء النسبة المئوية للأطفال الذين يعانون من الهزال والتقزم دون سن الخامسة، إلى جانب نسبة وفيات الأطفال الذين يموتون نتيجة الجوع قبل سن الخامسة.
كما كشف تقرير دولي حديث، صادر عن منظمة الصحة العالمية، أنّ 913 شخصًا توفوا على إثر الإصابة بوباء الكوليرا فيما أصيب نحو 700 ألف آخرين، وذلك في الفترة من يناير إلى سبتمبر الماضيين.