بطولات عسكرية وانتفاضة شعبية.. الجنوب يقهر الإخوان
يمثل التكاتف الشعبي والعسكري بين الجنوبيين أحد أهم العوامل التي تردع مؤامرات المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، في عدوانها الغاشم على الجنوب واحتلال أراضيه.
ففي الوقت الذي تُسطِّر فيه القوات الجنوبية نجاحات عسكرية كبيرة ضد المليشيات الإخوانية في شبوة، بدأ الاستعداد لانتفاضة شعبية تستهدف طرد الاحتلال الإخواني من المحافظة بشكل كامل.
الشيخ القبلي لحمر علي لسود العولقي، وجّه رسالة إلى مواطني محافظة شبوة، حذَرهم فيها من حجم المؤامرات التي تحاك ضد محافظتهم، وطالبهم بحشد الجهود الشعبية والرسمية والخروج في مظاهرات كبرى ووقفات احتجاجية، للتعبير عن رفضهم لهذا الوضع.
العولقي أشار إلى الوضع المزري الذي تعيشه محافظة شبوة، من معاناة يومية من خلال تردي الخدمات من تعليم وصحة وكهرباء ومياه وصرف صحي وصيانة الطرق العامة ونظافة المدن الأساسية وبخاصة مدينة عتق.
وأكّد أنّ هذه الأوضاع قد ازدادت سوءًا وتزداد بشكل أكثر يوميًّا منذ اجتياح المحافظة من قبل المليشيات الإخوانية، مشيرًا إلى أنّ الجميع يعرف أن الهدف الأول للغزاة هو استعادة سيطرتهم ونفوذهم على المحافظة وعلى جميع مواردها وثرواتها.
وأضاف: "هذا يتطلب من الجميع الوقوف في وجه الغزو ومقاومة الغزاة ومخططاتهم ومشروعهم الاحتلالي بكل الطرق المشروعة بما في ذلك الكفاح المسلح والمقاومة المسلحة حتى نجبر كل القوات الغازية القادمة من الشمال على الخروج من كل أراضي المحافظة".
وتابع: "أهداف الغزو ومخططات الغزاة لم تعد خافية على أحد من أبناء المحافظة، فقد أصبحوا يلمسونها في الواقع ويرونها تتجسد في شكل معاناة يومية من خلال الانفلات الأمني وأعمال البلطجة والبطش وتكميم الأفواه الذي تمارسه مليشيات الإصلاح وعصاباتهم وعودة الاغتيالات وغيرها من الجرائم".
وأوضح العولقي: "من أخطر الأمور التي يقوم بها الغزاة وأذنابهم هو مشروع أخونة شبوة لصالح قوى الاحتلال معرضين شبوة وسلمها الاجتماعي لخطر لا تحمد عقباه ويتجسد ذلك في الغلق والخوف الذي ينتاب الجميع من القادم المجهول".
التحضير للانتفاضة الشعبية ضد المليشيات الإخوانية في شبوة تتزامن مع بطولات عسكرية للقوات الجنوبية في الميدان، حيث شنّت صباح الخميس، هجومًا على معسكر لمليشيا الإخوان في منطقة عين بامعبد بمديرية رضوم محافظة شبوة.
القوات الجنوبية شنّت هجومًا على معسكر قوات الأمن الخاص الذي تتخذه مليشيات الإخوان الإرهابية مقرا لها بعد غزوها للمديرية في شهر أغسطس الماضي، وقد كان الهجوم مباغتًا واستخدمت فيه المقاومة الجنوبية الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وخلف الهجوم خسائر في صفوف المليشيات.
ومؤخرًا أيضًا، شنّت القوات الجنوبية هجومًا بقذائف الهاون على ثكنة عسكرية استحدثتها المليشيات الإخوانية في منطقة الضلعة بمديرية الصعيد، وشوهدت أعمدة الدخان وهي تتصاعد بكثافة من داخل الثكنة وتسببت بسقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر "الإصلاح".
هذا الهجوم النوعي جاء عقب ساعات فقط من كمين نصبته المقاومة بالقرب من منطقة العرم بمديرية حبان لرتل عسكري تابعة للمليشيات الإخوانية، أثناء مرورهم في الطريق الرئيس الرابط بين شبوة وأبين.
التصدي العسكري الحاسم والالتفاف الشعبي الفعال يمثلان خطوات فعالة في صد العدوان الإخواني على الجنوب، وتحديدًا على محافظة شبوة، التي طالتها الكثير من الانتهاكات والجرائم من قِبل المليشيات الإخواني.
العدوان الإخواني على الجنوب الذي استعر أكثر في الأسابيع الأخيرة، كشف الكثير من الحقائق على الأرض، ولعل هذه الحقائق هي وضوح الرؤية كاملة أمام التحالف العربي، بين المرابطين على الجبهات في خندق واحد مع التحالف، وهم القوات المسلحة الجنوبية، وأولئك الذين تواروا وراء عباءة الشرعية، وارتموا في أحضان المليشيات الحوثية ليطعنوا التحالف من الظهر، وهم المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية.
وبقدر ما كان العدوان الإخواني غاشمًا دمويًّا، لكنّه كشف للتحالف العربي أيضًا كيف عملت حكومة الشرعية بخبث حاد على تحريف بوصلة الحرب على الحوثيين، وافتعال أزمات جانبية.