اتفاق جدة وضبط البوصلة المشوهة.. هل آن أوان قطع يد محسن الأحمر؟
عندما شوّهت حكومة الشرعية بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية وارتمت في أحضانها، كان للإرهابي علي محسن الأحمر دورٌ رئيسٌ في هذا المسار المتطرف، وفيما يساهم اتفاق جدة على ضبط هذه البوصلة سيكون "جنرال الإرهاب" هو الخاسر الأكبر.
قادة نظام الرئيس المؤقت عبد ربه منصور هادي، وفي مقدمتهم نائبه الإرهابي محسن الأحمر، تواروا وراء معسكر الشرعية، مستغلين حالة الحرب في تسيير الأمور بما يخدم مصالحهم ويحمي نفوذهم ويملأ خزائنهم، وقد اعتمد الأحمر في إحدى استراتيجيات هذا المخطط على التقارب مع التنظيمات الإرهابية، التي استخدمها جنرال الشرعية الإرهابي في العدوان على الجنوب.
وضمن أحدث مخططات الإخوان والقاعدة ضمن الجنوب، نقلت المليشيات الإخوانية كثيرًا من العناصر الإرهابية الموالية لتنظيمي داعش والقاعدة إلى ميناء سقطرى للعبث بأمن الأرخبيل، واستهداف الشعب الجنوبي.
هذه الخطوة جاءت بعد لقاء عقده وزيرا الداخلية والنقل في حكومة الشرعية أحمد الميسري وصالح الجبواني، مع قيادات إرهابية خطيرة من تنظيمي داعش والقاعدة بينهم المطلوب عالميًّا قاسم الريميفي حسبما كشفت مصادر "المشهد العربي" التي أبانت أيضًا أنّ هذه العناصر تتبع الإرهابي علي محسن الأحمر المعروف بعلاقاته النافذة مع التنظيمات الإرهابية المتطرفة.
وقدّم الميسري عرضًا مغريًّا بدعم مالي ضخم للتنظيمات الارهابية بهدف زعزعة الأمن في الجنوب وشن هجمات إرهابية على أراضيه، وتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات على صعيد واسع.
تحركات الجبواني والميسري هدفت بشكل مباشر، إلى توطيد علاقات تقارب حزب الإصلاح الإخواني مع التنظيمات الإرهابية لتكوين جبهات أشد عنفًا ضد الجنوب والتحالف العربي، لا سيّما في ظل تضييق الخناق على حكومة الشرعية بعد افتضاح دعمها للإرهاب، بعدما سيطر حزب الإصلاح على مفاصلها.
وتملك حكومة الشرعية باعًا طويلة في علاقات التقارب مع تنظيمات إرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة، وهي علاقات يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر "الشرعية"، وهو أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، ويقود بشكل مباشر هذه العلاقات الإرهابية.
وتعود علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.
يد "الشرعية" التي لوّثها محسن الأحمر بالإرهاب عبر احتضان التنظيمات المتطرفة، جاء الدور لأن يتم قطعها بشكل حاد، حتى تُعاد بوصلة الحرب تتركز على مواجهة المليشيات الحوثية، بعدما عمل "إخوان الشرعية" على تجميد العديد من الجبهات أمام الحوثيين أو تسليمهم مواقع استراتيجية؛طعنًا للتحالف العربي من الظهر.