المجلس الانتقالي يثبت أقدام الجنوب على سلم استعادة الدولة

الجمعة 25 أكتوبر 2019 19:00:00
المجلس الانتقالي يثبت أقدام الجنوب على سلم استعادة الدولة

رأي المشهد العربي

بالرغم من النجاح الكبير الذي حققه وفد المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء عيدروس الزُبيدي إثر نجاحه في التوقيع على اتفاق جدة، والذي يضمن تمثيلاً جنوبياً في الحكومة المقبلة ويقضي على هيمنة الإصلاح، لكن النجاح الأكبر هو استطاعته تثبيت أقدام الجنوب على سلم استعادة الدولة.

هدف المجلس الانتقالي من الدخول في حوار جدة من الأساس هو ضمان استعادة الدولة، ونجح المجلس في أن يقف على قدم ثابتة في مواجهة مراوغات الشرعية التي حاولت بكافة الطرق أن تفشل الوصول إلى اتفاق لإدراكها بأنه يمثل خطوة متقدمة على طريق استعادة دولة الجنوب العربي، ولعل خوفها من استعادة الدولة أكبر من خشيتها تقاسم الحكومة.

بعيداً عن تفاصيل الاتفاق الأمني بين الطرفين والذي قد يشهد تعقيدات أثناء عملية التطبيق فإن القوات المسلحة الجنوبية والأحزمة الأمنية والنخب الشبوانية استطاعت أن تفرض نفسها كأطراف فاعلة لا يمكن تجاوزها في أي خطوات سياسية أو عسكرية مستقبلية، بل أن قوة تلك الهيئات العسكرية تضمن أدواراً أكثر فاعلية للجنوب مستقبلاً، سواء تعلق الأمر بإنهاء الانقلاب الحوثي أو تحركها لاستعادة دولة الجنوب متى اقتضى الأمر.

العامل المهم في اتفاق جدة أن المجلس الانتقالي أظهر قدرات سياسية فائقة، لأن العالم أجمع يدرك صعوبة التفاوض مع عناصر يسيرها التنظيم الدولي للإخوان وتحظى بدعم قطري تركي إيراني، لكنه وقف صامداً أمام جميع المؤامرات، ولعل ما ساعده في ذلك إصرار التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على إنجاز الاتفاق.

يدرك أبناء الجنوب أن المستقبل ليس مفروشاً بالورود تحديداً وأن تفاصيل الاتفاق لم تظهر بعد، لكن الذي يجمعون عليه أنهم حققوا انتصاراً جديداً على طريق استعادة دولتهم بعد أن أضحى ممثلهم معترف به دولياً، والأهم من ذلك أنه نجح في تغيير قواعد اللعبة السياسية في اليمن، ولعل متابعة الأمم المتحدة للاتفاق وإمكانية رعايتها له يقوي من موقف المجلس الانتقالي في أي مفاوضات بشأن استعادة الدولة مستقبلاً.

العامل الأهم في عملية الاتفاق هو أن الطرف الآخر الذي مارس كل أنواع التعالي على أبناء الجنوب وجد نفسه حالياً أمام واقع المجلس الانتقالي الجنوبي ودولة الجنوب، وبالتالي فإن الواقع الجديد يمهد لاستعادة الدولة وهو أمر سيكون بحاجة إلى تهيئة نفسية قبل أن تكون سياسية أو عسكرية.