هجوم نادر واستنفار غير مسبوق.. اختبار صعب يُحاصر الحوثيين في ذمار
في هجومٍ نادر، تعرّضت نقطة أمنية تابعة للمليشيات الحوثية لهجوم من مسلحين مجهولين في محافظة صنعاء، قادت إلى إعلان حالة استنفار قصوى بشكل غير مسبوق.
الحادثة وقعت في محافظة ذمار عندما أطلق مسلحون مجهولون النيران على نقطة أمنية تابعة للحوثيين، قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار، دون أن يتم الكشف عن هويتهم إلى الآن.
وبُعيد الهجوم، أعلنت المليشيات حالة الاستنفار القصوى في عموم شوارع المحافظة، وشوهدت عناصر المليشيات تجوب شوارع المدينة بشكل غير مسبوق.
حالة الاستنفار التي فرضتها المليشيات وبهذه الدرجة رُبطت على الفور من قِبل محللين، بالمخاوف التي تسود في معسكر المليشيات؛ تخوفًا من أن تشهد مناطق سيطرتها، لا سيّما صنعاء، احتجاجات شبيهة بما يجري في لبنان والعراق.
وإدراكًا منها لذلك، فقد اتخذت المليشيات عددًا من الإجراءات الأمنية الاستثنائية في صنعاء، تخوفًا من انتقال الاحتجاجات، وشملت هذه الإجراءات تكثيف نقاط التفتيش في مختلف طرق صنعاء ومداخل أحيائها، وإجراء توقيفات عشوائية خصوصًا في صفوف الطلاب ومصادرة الهواتف والاطّلاع على محتوياتها والتدقيق في الأشخاص الذين تمّ الاتصال بهم من خلالها، وإجراء مداهمات ليلية لمنازل من يُشكّ في معارضتهم للحوثيين أو يتوقّع أن تصدر عنهم دعوات للاحتجاج والتظاهر.
اللافت أنّ هذه الإجراءات الحوثية لم تكن معلنة، لكنّ اتخذتها سرًا تخوفًا مما قد يحدث في الأيام الماضية، لا سيّما أنّ القاسم المشترك في احتجاجات لبنان والعراق هي أنّ نظامي الحكم في البلدين على صلة بإيران، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على المليشيات الحوثية، التي دعّمتها طهران بالكثير من الأموال والأسلحة على مدار سنوات الحرب.
وتتخوّف المليشيات الحوثية من اندلاع احتجاجات ضدها لا سيّما في ظل المعاناة الشديدة التي يعيشها السكان القاطنون في مناطق سيطرة الحوثيين، من انعدام للصحة والغذاء وتفشي الأوبئة ووقف صرف الرواتب، الأمر الذي زاد من حدة الفقر وأغرق ملايين السكان في أزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل.
وتسبّبت الحوثيون في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
وسبق أن اندلعت احتجاجات ضد سلطة الحوثيين في صنعاء، ففي أكتوبر من العام الماضي دعت فعاليات شبابية وطلابية إلى التظاهر والاعتصام في صنعاء ضد المليشيات، لكنّ "الأخيرة" استخدمت القوة المفرطة لوأد ما بدا آنذاك أنه بوادر "ثورة جياع" في المدينة.
وتعمل المليشيات على استخدام القوة المفرطة في تعاملها مع السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، من أجل ترهيبهم والسيطرة على الأوضاع مبكرًا، وذلك منعًا لأي احتجاجات قد تندلع ضد الانقلابيين.
وتستهدف المليشيات طلبة الجامعات على وجه خاص، باعتبارهم الفئة الأكثر تنظيمًا والتجمعات سهلة التكوين، ولذا فقد استحدث الحوثيون الكثير من الأسلحة للسيطرة على الأوضاع في الجامعات، وهذا القمع ليس فقط على الطلبة بل على الطالبات اللاتي استحدثت لهن المليشيات "كتائب الزينبيات"، وهي مجاميع نسائية قمعية تستهدف قمع النساء والطالبات على وجه خاص.