إخوان جنَّ جنونهم.. لماذا استعر هجوم الإصلاح على اتفاق الرياض؟
بسيل من التغريدات وطوفان من التدوينات، عبّر حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي عن "جنوهن" الذي جُنَّ فور الإعلان عن التوصُّل لاتفاق جدة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية.
الهجوم الإخواني على الاتفاق منذ لحظة ميلاده الأولى جاء إدراكًا من الحزب، المخترِق لحكومة الشرعية، أنّ هذه الخطوة تقضي على مستقبل نفوذه السياسي، وكذا الأمر بالنسبة لمليشياته التي تستهدف الجنوب ليل نهار، وهو واقع سيحرق كافة المؤامرات الإخوانية التي كالها ضد الجنوب في الفترة الأخيرة.
عناصر الإخوان، المتسترون خلف عباءة الشرعية، كانوا يُمنون النفس على ما يبدو باتفاق آخر، يمكِّنهم من استمرار نفوذهم، إلا أنّ الفضائح التي طالت حزب الإصلاح، والجرائم التي ارتكبت سواء ميدانيًّا عبر الارتماء في أحضان المليشيات الحوثية أو ماليًّا عبر آلة فساد حادة نهشت في الأخضر واليابس، قد كشفت الحقائق كاملة، وقضت على هذا الفصيل.
وعلى مدار سنوات الحرب، استطاع حزب الإصلاح أن يُحوِّل حكومة الشرعية لما تُشبه معسكرات إرهابية، بعدما ارتمى في أحضان المليشيات الحوثية، وتعاون مع تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة، في عدوانه الذي لم يستهدف الجنوب وحسب بل عمد كذلك إلى النيل من التحالف العربي، عبر تجميد جبهات في مواجهة الحوثيين من جانب، أو تسليم المليشيات مواقع استراتيجية أخرى.
في المقابل، يعتبر اتفاق جدة تحرُّكًا حاسمًا من قبل التحالف العربي لضبط بوصلة الحرب، لا سيّما فيما يتعلق بالسيطرة الإخوانية على مفاصل قوات الشرعية، وهو حتمًا أمرٌ لن تقبله قيادة التحالف في مرحلة ما بعد الاتفاق؛ وذلك إدراكًا من المملكة العربية السعودية بأنّ استمرار هذا العبث يعني عدم حسم المعركة مع المليشيات الحوثية.
حزب الإصلاح الإخواني وقادته المتسترون وراء عباءة الشرعية، ارتكبوا الكثير من جرائم الفساد، وكوّنوا ثروات طائلة في وقتٍ يعاني فيه ملايين السكان من أزمات إنسانية فادحة وثّقتها التقارير الأممية والدولية، تسبّبت فيها الحرب الحوثية وعبث حكومة الشرعية.
عند الحديث عن فساد حكومة الشرعية، فإنّ الإرهابي علي محسن الأحمر يطل برأسه سريعًا، باعتباره سرطانًا نخر في كافة المؤسسات واستطاع تكوين ثروات مالية طائلة جرّاء ذلك.
إزاء النفوذ الميداني والمصالح المالية، فما كان لأبواق "الإصلاح" إلى العمل على مهاجمة الاتفاق ومحاولة تشويهه قدر المستطاع، في محاولة ربما هي الأخيرة لإفشال هذا المسار، بعدما أخفقوا في محاولاتهم السابقة.