حنكة الانتقالي تهزم إهمال الشرعية.. معادلة الحل التي عاد إليها الجنوب
استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد مشاركة فعالة في الاجتماعات التي عُقدت في مدينة جدة السعودية مع حكومة الشرعية، في أن يعيد الجنوب إلى المعادلة الرئيسية بعدما حاولت "الشرعية" أن تهمل قضيته على مدار سنوات، متسترةً وراء الحرب على المليشيات الحوثية.
صحيفة "جارديان" البريطانية تُعقِّب على الاتفاق بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية بالقول إنّه يُعزِّز موقع المجلس في المعادلة اليمنية، بعد أن استبعد من مفاوضات السلام في أوقات سابقة.
الصحيفة اتفقّت كذلك بأنّ هذا الاتفاق يمثل خسارة سياسية كبيرة لحكومة الشرعية، وبرهنت على ذلك بامتعاض أطراف موالية لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، تتبع الحكومة من هذا الاتفاق.
ومن بين الأسباب التي أثارت غضب إخوان الشرعية، هو أنّ الاتفاق تضمَّن تدابير جديدة للقضاء على الفساد، وهي أمور كان المجلس الانتقالي الجنوبي يطالب بها، بعدما ارتكب أغلب قادة الشرعية، وعلى رأسهم الإرهابي الإخواني علي محسن الأحمر الكثير من جرائم الفساد دون محاسبة.
وقد عبّر حزب الإصلاح بسيل من التغريدات وطوفان من التدوينات، عن "جنونه" فور الإعلان عن التوصُّل للاتفاق، فيما كان الهجوم الإخواني على الاتفاق منذ لحظة ميلاده الأولى؛ وذلك إدراكًا من الحزب، المخترِق لحكومة الشرعية، أنّ هذه الخطوة تقضي على مستقبل نفوذه السياسي، وكذا الأمر بالنسبة لمليشياته التي تستهدف الجنوب ليل نهار، وهو واقع سيحرق كافة المؤامرات الإخوانية التي كالها ضد الجنوب في الفترة الأخيرة.
عناصر الإخوان، المتسترون خلف عباءة الشرعية، كانوا يُمنون النفس على ما يبدو باتفاق آخر، يمكِّنهم من استمرار نفوذهم، إلا أنّ الفضائح التي طالت حزب الإصلاح، والجرائم التي ارتكبت سواء ميدانيًّا عبر الارتماء في أحضان المليشيات الحوثية أو ماليًّا عبر آلة فساد حادة نهشت في الأخضر واليابس، قد كشفت الحقائق كاملة، وقضت على هذا الفصيل.
وعلى مدار سنوات الحرب، استطاع حزب الإصلاح أن يُحوِّل حكومة الشرعية لما تُشبه معسكرات إرهابية، بعدما ارتمى في أحضان المليشيات الحوثية، وتعاون مع تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة، في عدوانه الذي لم يستهدف الجنوب وحسب بل عمد كذلك إلى النيل من التحالف العربي، عبر تجميد جبهات في مواجهة الحوثيين من جانب، أو تسليم المليشيات مواقع استراتيجية أخرى.
في المقابل، كان المجلس الانتقالي على قدر المسؤولية الكبيرة التي حملها على عاتقه، وحقّق انتصارًا سياسيًّا كبيرًا بعد مشاركته في المحادثات بمدينة جدة، والاتفاق الذي تمّ التوصل إليه.
واستطاع المجلس الانتقالي، بحنكة سياسية، أنّ ينتزع اعترافًا دوليًّا بقضية الجنوب العادلة، بعدما حاولت حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، النيل من أرضه وشعبه وهويته وقضيته.
ويحمل المجلس الانتقالي على كاهله أحلام وتطلعات الشعب الجنوبي الساعي نحو استعادة دولته، وتؤكد مواقفه أنّه مهما طال الوقت لن تكون هذه القضية محلًا للمساومة أو التفاوض، باعتبار أنّ التحرُّر الجنوبي هي القضية الرئيسية والحلم الكبير الذي ينتظره الشعب.
وبينما جسّد الشعب الجنوبي والمجلس الانتقالي ملحمة تكاتف في حب الوطن والدفاع عنه ومجابهة التحديات التي تُحاصره، فقد حاولت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، تشويه المجلس الانتقالي والإيقاع بينه وبين شعبه، لكن هذه المؤامرات ألقيت في مزابل التاريخ بعدما واجهها المجلس بصمود عالٍ، وتصدّى لها الشعب بوعي منقطع النظير.