غريفيث في صنعاء مجدداً.. هل مازال في عمر المفاوضات بقية؟

الاثنين 28 أكتوبر 2019 00:07:00
غريفيث في صنعاء مجدداً.. هل مازال في عمر المفاوضات بقية؟
تطرح الزيارة التي قام بها المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى صنعاء، اليوم الأحد، وللمرة الثانية خلال هذا الشهر تساؤلات عدة حول أهداف تلك الزيارة التي تأتي في أعقاب استهداف المليشيات الحوثية نقاط الارتباط المشتركة في محافظة الحديدة، وهو ما يلفت النظر إلى كون استمرار المفاوضات مع المليشيات مجدياً بالأساس من عدمه.
ويتفق العديد من المراقبين أن توالي زيارات المبعوث الأممي إلى صنعاء تعطي العناصر الإيرانية فرص عديدة للمراوغة، وأن عدم قدرة المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات حاسمة ضد المليشيات الحوثية سيجعل من غريفيث زائراً دائما على صنعاء من دون تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وكان من الأجدر أن يظهر غريفيث ليحمل المليشيات الحوثية مسؤولية استهداف النقاط المشتركة بدلاً من الذهاب إليهم في زيارة مبهمة غير معروف أهدافها، لكن كالغالبية العظمى من هذا النوع من الزيارات فإن هدفها يكون استجداء المليشيات الحوثية للتراجع عن انتهاكاتها كمحاولة لإثبات أن عجلة السياسية تدور في الساحل الغربي.
ووصل، اليوم الأحد، المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث، إلى صنعاء بمرافقة نائبه معين شريم‎، ومن المقرر أنه سيبحث خلال زيارته العديد من الملفات مع قادة المليشيات، والتي من بينها سبل التهدئة مع السعودية، ومناطق التماس في الجنوب واتفاق الحديدة والأسرى والمعتقلين.
المليشيات الحوثية استهدفت قبل ساعات، نقاط الارتباط للفريق المشترك التي تمّ تثبيتها بأطراف مدينة الحديدة وتشرف على نشرها الأمم المتحدة برئيس بعثتها الجنرال الهندي أبهيجيت جوها.
واستهدفت عناصر المليشيات الحوثية المتمركزة في الحديدة، أمس السبت، نقاط الارتباط للفريق المشترك، حيث استهدفت النقطة الأولى والنقطة الخامسة المتواجدة في الخامري وسيتي ماكس، في تصعيد جديد بأعقاب الاتفاق على وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة، في وقتٍ استهدفت فيه المليشيات مواقع الفريق المشترك المتواجد في نقاط الارتباط المشتركة بالأسلحة المتوسطة والرشاشة.
كما استمرّت المليشيات الحوثية في شن خروقاتها وانتهاكات اليومية للهدنة الأممية في محاولة منها للقضاء على كل الاتفاقات ومعاهدات السلام التي توقع عليها والتي ترعاه الأمم المتحدة.
وكانت الأمم المتحدة قد نظرت بكثيرٍ من الأمل والتفاؤل، لنقاط الارتباط المشتركة في الحديدة، وذلك محاولة تهدف في مجملها إلى إحداث حلحلة سياسية للحرب القائمة منذ خمس سنوات.
وتمكّنت لجنة الرقابة الأممية برئاسة الجنرال جوها، الخميس الماضي، من تثبيت نقطة الارتباط المشتركة الخامسة في مدينة الحديدة، والتي تضم ضباط ارتباط من المقاومة المشتركة ومليشيا الحوثي ومراقبين من الأمم المتحدة لمراقبة سير تنفيذ بنود اتفاق السويد وإيقاف إطلاق النار.
وتقع النقطة الخامسة المشتركة في سيتي ماكس بشارع صنعاء شرق مدينة الحديدة، فيما النقاط الأولى هي نقطة الخامري، والثانية شرق مدينة الصالح، والثالثة في حوش البقر في خط كيلو 16، والرابعة في حي منظر جنوب الحديدة، إضافة إلى النقطة الخامسة، ليتم بذلك استكمال نقاط الارتباط المشتركة بين القوات المشتركة والمليشيات الحوثية لوقف إطلاق النار وإنهاء التعصيد العسكري.