بسبب انتفاضة العراق ولبنان.. الحوثي وحيداً في اليمن
تعاني المليشيات الحوثية في اليمن أوضاعاً متأزمة بسبب الانتفاضات الشعبية التي اندلعت في العراق ولبنان ضد الحكومات التي تدعمها إيران هناك، وبالتالي فإن الأذرع الإيرانية التي كانت تدعم المليشيات سواء ( الحشد الشعبي) في العراق أو (حزب الله) في لبنان لن يكون بإمكانها استمرار التواجد في اليمن في ظل التطورات الحاصلة في بلدانهم.
ويتوقع مراقبون أن تشهد الأيام المقبلة انسحاباً للخبراء اللبنانيين الذين يدعمون المليشيات الحوثية في اليمن، وكذلك الأمر ببعض العناصر العراقية التي تسللت إلى صنعاء على مدار السنوات الماضية، في وقت تولي فيه طهران الأولوية القصوى في الوقت الحالي لما يجري في العراق ولبنان، بعد أن أضحت على حافة الهاوية وبات من الممكن أن تخسر نفوذها هناك.
وتواجه المليشيات الحوثية صعوبات جمة فهي من ناحية غير قادرة الحصول على الدعم الكافي من طهران نتيجة فرض العقوبات الأمريكية عليها وعلى الجانب الآخر فإنها قد تخسر الدعم العسكري الذي يقدمه قادة المليشيات في العراق ولبنان، وبالتالي فإنه ليس من سبيل أمامها سوى التحالف مع مليشيات الإصلاح المدعومة من قطر لتعويض خسائرها.
ولعل ما يبرهن على وجود أزمة في صفوف المليشيات الحوثية هو حال السعار التي تطال قياداتها العسكريين والذين أضحوا يصرخون في المدن والمحافظات التي يسيطرون عليها بحثاً عن مقاتلين جدد في ظل تعرض قواتها لأزمة نقص حادة في الأموال والعتاد.
وبحسب مصادر عسكرية فإن عمل الميليشيات الحوثية على تنوع مصادر دخلها المالي بطرق غير مشروعة عبر تجارتها المحرمة دوليًا بتهريب وترويج المخدرات في الداخل اليمني يجري بدعم سري من ميليشيا "حزب الله" اللبناني عبر ما يسمى "مجلس شباب بيروت" في محاولة منها لتعويض خسارتها المالية.
وتمكنت قوات الأمن وعن إحباط تهريب أكثر من طن و707 كلغ من المواد المخدرة تم ضبطها في خمس عمليات تهريب مخدرات على مدى أربعة أشهر وكان عدد من كميات مواد الحشيش المخدرة تحمل شعارًا سجل عليها "مجلس شباب بيروت".
وسبق وأن أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن عن رصدهم تعاون بين الميليشيات الحوثية وميليشيا "حزب الله" اللبناني في تجارة المخدرات، في 19 أغسطس من العام الماضي التقى زعيم ميليشيات حزب الله اللبنانية حسن نصر الله، وفدا يرأسه الناطق باسم جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن ميليشيا "حزب الله" أن نصر الله التقى، مع الناطق باسم الحوثيين المدعو محمد عبد السلام، لبحث آخر تطورات الحرب في اليمن، وعلقت السفارة اليمنية في الولايات المتحدة على هذا اللقاء بالقول: "إن زيارة الحوثيين الأخيرة لزعيم حزب الله هي دليل آخر على الدور المزعزع للاستقرار لحزب الله في اليمن ودعمه للحوثيين".
يمتد الاستنساخ بوجه أكثر فجاجة بين التنظيمين، حيث قامت فكرة ميليشيا الحوثي على إعادة إنتاج شعارات الثورة الإيرانية و«حزب الله»، بل وإصباغ ذلك بنكهة المقاومة ومحاولة التركيز على قضية فلسطين والمظلومية التي تجد طريقا أسرع إلى قلوب العامة.
"الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، النصر للإسلام" الشعار الذي يفاجئك في كل مكان على السيارات وجدران البيوت وعلى لوحات الإعلان وفي كل مكان فيما يشبه الاحتلال الرمزي المفاهيمي والحضور الطاغي على طريقة حملات العلاقات العامة، وفي المحصلة لم يمت أميركي واحد بسبب الحوثيين، بل مئات الأبرياء اليمنيون في الشارع الذين قذفهم القدر أمام مرمى حرب العصابات الإيرانية، فاللعنات التي يطلقها الحوثيون لا تصيب إلا اليمنيين الذين ذهبوا وقودا للحرب.