بسبب عبدالله صالح.. خلافات سياسية وأخرى أمنية داخل مليشيا الحوثي

الاثنين 28 أكتوبر 2019 03:30:00
بسبب عبدالله صالح.. خلافات سياسية وأخرى أمنية داخل مليشيا الحوثي

تسبب الرئيس السابق علي عبدالله صالح في تجدد الخلافات بين المليشيات الحوثية بعد عامين تقريباً من قيام العناصر الإيرانية بتصفيته، لكن هذه المرة تأتي الخلافات بعد أن فارق الحياة، إذ نشبت خلافات سياسية بين المليشيات الحوثية وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام المؤيدين لها في صنعاء على خلفية الإفراج عن المتهمين بمحاولة اغتياله.

وفي المقابل فإن هناك خلافات أمنية نشبت بالتوازي مع ذلك إثر خلاف بين قادة المليشيات الحوثية بسبب اختفاء تمثال حصان مصنوع من الذهب الخالص امتلكه صالح، ما دفع قيادات الصف الأول بالمليشيات إلى تنفيذ حملة اعتقالات كبيرة.

وعلى المستوى السياسي تسببت الصفقة التي عقدتها المليشيات مع الإصلاح وأفرزت عن إطلاق سراح خلية تفجير دار الرئاسية في فجوة كبيرة بين المليشيات الحوثية وعناصر المؤتمر الذين مازالوا يتحالفون معها في صنعاء، وهو ما أدى إلى نشوب أزمة سياسية داخل المليشيات تحاول لملمتها في الوقت الحالي.

وبالرغم من أن المليشيات الحوثية استطاعت أن تعيد عناصر المؤتمر إليها بعد إعلانهم التبرؤ من التحالف معهم، غير أن ذلك الحادث سيترك آثاره السياسية على المدى البعيد، إذ أن العلاقة بين الطرفين تقوم أساساً على ترهيب المليشيات لقيادات الحزب، ما يجري الطرفين في حالة تحفز دائم ضد بعضهما البعض.

عقدت اللجنة العامة لمؤتمر صنعاء اليوم الأحد اجتماعا برئاسة رئيس مؤتمر صنعاء صادق أمين أبوراس، والذي رمى الضغوط التي تمارس عليه، وكذا الوعود الحوثية بالتحقيق ومحاكمة المتورطين بتهريب خلية تفجير دار الرئاسة، أمام اجتماع اللجنة العامة التي أقرت إنهاء المقاطعة لسلطة الحوثيين غير المعترف بها.

وبحسب مصادر مطلعة فإن مؤتمر صنعاء رضخ للضغوط التي مورست عليه من قبل مليشيا الحوثي، مقابل الوعود بمحاكمة المتهمين بإطلاق خلية تفجير مسجد دار الرئاسة وكذالك الاستمرار في محاكمة الخلية المفرج عنها غيابيا .

وزعم القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى تفاجئه بعملية إطلاق صراح خلية الإخوان المتهمة بتفجير مسجد دار الرئاسة، وفق ما ذكرته وسائل الإعلام التابعة للعدو (الحوثيين) والتي أوردت خبرًا للقاء بين المشاط ورئيس مؤتمر صنعاء صادق أبوراس.

وكانت مصادر مؤتمرية في صنعاء قد أكدت في وقت سابق لـ " المشهد العربي" أن المشاط أبلغ قيادات المؤتمر أنه تفاجئ بعملية الإطلاق وأنه لم يكن يعلم بها، واتهمت المصادر المؤتمرية القيادي الحوثي محمد علي الحوثي بالوقوف وراء عملية الإفراج .

إلى ذلك أفاد قيادي مؤتمري في تصريح سابق لـ "المشهد العربي" أن القيادي الحوثي المشاط حاول انتزاع موقف من أبوراس، بإنهاء قرار تجميد مشاركة المؤتمر في سلطة الحوثيين غير المعترف بها، غير أن أبوراس رد عليه كما رد على الوساطات الحوثية التي زارته بمنزله بأن القرار يعود للجنة العامة، وهو ما تحقق بالفعل اليوم.

وعلى المستوى الأمني فجر اختفاء الحصان الذهبي الذي كان يمتلكه عبدالله صالح، أزمة كبيرة في أوساط الميليشيا الإيرانية؛ حيث عمدت إلى اعتقال عشرات من مشرفيها الذين اقتحموا منزل صالح في مديرية سنحان جنوب شرق صنعاء أثناء أحداث ديسمبر 2017، متهمةً إياهم بسرقة الحصان الثمين الذي حصل عليه صالح هدية، ويرمز إلى حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه.