الجنوب يتهيأ أمنياً ومجتمعياً لمرحلة ما بعد اتفاق الرياض
تستعد الأحزمة الأمنية في محافظات الجنوب لتطبيق بنود اتفاق الرياض في أعقاب التوقيع النهائي عليه خلال الساعات المقبلة، وعقدت الحزام الأمني في أبين جملة من الاجتماعات التي هدفت إلى تهيئة الأوضاع الاجتماعية والأمنية تحسباً لأي محاولة لإفشال الاتفاق عن طريق ارتكاب جرائم عنف تستهدف بالأساس الإجهاز على المكاسب التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي من الاتفاق.
وليس خافياً على أحد التحركات المبشوهة لحشود مأرب في شبوة وعلى أطراف أبين خلال الأيام الماضية، والتي كانت تحاول تحقيق مكاسب عسكرية تنعكس سياسياً على الشرعية التي وجدت نفسها من دون أي ذراع قوة في حوارات جدة، وبالتالي فإن التشديد الأمني في بعض المديريات وتحديداً العاصمة عدن وأبين هدفه تضييق الخناق على تحركات العناصر الإرهابية.
ومن المعلوم أن القوات التابعة للشرعية سبق لها أن تحالفت مع تنظيمات إرهابية في محاولة لبعثرة أوراق الجنوب التي رتبها المجلس الانتقالي الجنوبي، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تعمل تلك العناصر على تقويض الاتفاق الذي تسعى أذرع الإصلاح في الشرعية لإفشاله والعود لحالة الفوضى من جديد.
وناقشت قيادة الحزام الأمني والتدخل السريع بقطاع الخبر بمحافظة أبين، أمس الأحد، العديد من القضايا والصعوبات لدى القطاع، وحثت القيادة خلال الاجتماع جميع أفراد النقاط على بذل مزيدا من الجهد في أداء واجباتهم والانضباط في الخدمات وأن يكونوا مثالا للتفاني في خدمة الوطن.
واستمعت القيادة إلى الهموم والصعوبات التي يعاني منها القيادة والأفراد في الميدان ومن ذلك تأخر استلام الراتب لشهرين أغسطس وديسمبر ووعدت بحل كل الإشكاليات قريبا.
وقبل يومين، ناقش لقاء بين قائد الحزام الأمني بمحافظة لحج جلال الربيعي وقيادات الحزام بقطاع يافع القارة واقع العمل الأمني وأبرز المعوقات التي تعترض جهود قوات الحزام، وتطرق اللقاء إلى مناقشة الخطط والآليات التي تتبعها قوات الحزام الأمني بمديريات يافع القارة في تثبيت الأمن والاستقرار.
وجرى خلال اللقاء مناقشة جملة الإنجازات الأمنية المحققة في متابعة وملاحقة عناصر التنظيمات الإرهابية التي تحاول اتخاذ يافع ممراً ومنطلقاً لها؛ لتنفيذ عملياتها الإرهابية في محافظات الجنوب، وشدد اللقاء على ضرورة الفصل في القضايا المدنية وملاحقة الجناة واعتقال العناصر التخريبية ومحاربة عمليات التهريب.
وتناول اللقاء خطط تطوير عمل قوات الحزام الأمني في قطاع يافع القارة، وذلك بهدف تعزيز جهود العمل الأمني وتحقيق المزيد من الإنجازات الأمنية.
وكانت قوات الحزام الأمني قد تمكنت يوم الأربعاء الماضي، من إحباط تفجير عبوة ناسفة في منطقة الحرور بمحافظة أبين دون أن تخلف إي أضرار مادية أو بشرية، وبحسب مصادر عسكرية، تحدثت في حينه، فإن الحزام الأمني تلقى بلاغا من قائد نقطة الحرور يفيد بوجود عبوة ناسفة، موضحا أنه على الفور تحرك مدير عمليات الحزام الأمني بمحافظة أبين إلى الموقع المستهدف.
ومن ضمن قرارات إعادة ترتيب الأوراق الأمنية، أصدر قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين العميد عبد اللطيف السيد، الأسبوع الماضي، قرارا بتعيين جمال منصور شدة قائداً للحزام الأمني لقطاع الخبر.
وقبلها بأيام أصدر السيد قرارا مماثلاً بتعيين عبدالله عمر الدماني قائدا لقوات الحزام الأمني بمديرية لودر، وذلك في إطار التجديد والتبادل في المواقع القيادية للحزام الأمني.
وتأتي تلك الإجراءات في إطار الاستعدادات التي تتخذها قيادة الحزام الأمني لمواجهة التطورات والأحداث المتسارعة التي تشهدها محافظة أبين، وخاصة في المواقع الملتهبة نتيجة المواجهات العسكرية المباشرة.