طول أمد مفاوضات جدة.. الأبرياء يعانون ويلات تجميد أعمال الشرعية
على مدار أكثر من شهرين عانى الأبرياء من ويلات تجميد أعمال الشرعية والتي حاولت أن تعاقب أبطال الجنوب على موقفهم الحاسم في مواجهة إرهاب الإصلاح الذي انتهى به مهزوماً ومطروداً على المستويين السياسي والعسكري.
تسببت الشرعية في أزمات اقتصادية واجتماعية عدة، إذ أن محاولة الإصلاح غزو الجنوب مجدداً من خلال حشود مأرب وتعز تسببت في تفاقم الأوضاع الإنسانية تحديداً في شبوة وأبين، وفي المقابل فإن هروب وزرائها إلى الرياض من دون أن يكون هناك بدائل إدارية قادرة على تسيير أعمال الوزارات أدى إلى حالة من الخمول الإداري انعكست على مستوى الخدمات المقدمة على أرض الواقع.
الشرعية حاولت أن تلعب بورقة قدرتها على شل قدرات الجنوب إذا ما قامت بالانسحاب المفاجئ من الوزارات غير أن الوحدات المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، والأعمال الفاعلة للهلال الأحمر الإماراتي بجانب صلابة أبناء الجنوب أجهض هذا المخطط، بل أن وزراء الشرعية وجدوا أن مسألة وجودهم في العاصمة عدن هي والعدم سواء.
محاولات الشرعية تعطيل التوقيع النهائي على اتفاق الرياض لا ينفصل عن حالة الحرب التي تشنها باتجاه أبناء الجنوب لتعذيبهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم، فهي تتصور أنها بذلك ستحقق مكاسب جديدة، بجانب أن العديد من الوزراء التابعين لها يبحثون عن قشة تنقذهم من مقصلة التحالف العربي.
نظم الجرحى وأسر الشهداء، في العاصمة عدن اليوم الإثنين، احتجاجاً على توقف علاج الجرحى في الخارج، وكذلك تأخير صرف مرتبات أسر الشهداء والجرحى، وقام الجرحى وأسر الشهداء بإغلاق الشارع الرئيسي "مدرم" في مديرية المعلا.
وطالب الجرحى وأسر الشهداء، حكومة الشرعية بفتح علاج الجرحى في الخارج بشكل سريع وعاجل، وكذلك عمل حل جذري للمعاناة التي يمر بها الجرحى وأسر الشهداء في عدن والمحافظات المحررة، وعدم إقحام أسر الشهداء والجرحى في الصراعات السياسية، وأكدوا على استمرار التصعيد حتى إيجاد الحلول اللازم لهم.
يأتي ذلك في الوقت الذي استنكر مشايخ القبائل ومقادمة القرى والمناطق وأعضاء المجلسين المحليين لمديريتي حديبو وقلنسية اليوم الإثنين، تصرفات محافظ سقطرى رمزي محروس والتي نجم عنها تعطيل تفريغ المساعدات الإنسانية المقدمة من دولة الإمارات.
وأبدى المشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية رفضهم لمنع إقلاع طائرة مدنية إمارتية، مطالبين التحالف بإيقاف هذه المعاملة التي لا يقبلها المجتمع السقطري ضد من يمد له يد العون والمساعدة.
وأكد مشايخ القبائل على ضرورة الاستجابة لمطالب جميع المحتجين وما تضمنته المسيرات الجماهيرية للرجال والنساء التي جابت شوارع العاصمة حديبو لأكتر من عشر مرات، وشددوا على دعمهم للاعتصام الجماهيري ومواصلة الاحتجاجات في الساحات حتى تنفيد مطالب الشعب السقطري وتحقيق مصالحه.
وجددوا تأكيدهم على سلمية الاعتصامات والاحتجاجات كتعبير عن المطالبة بحقوقهم وعدم الإضرار بمصالحهم وإيقاف وعزل المتسببين بذلك، وهو ما يبرهن على وعي أبناء الجنوب الذين يرفضون الانجرار إلى العنف والفوضى قبيل التوقيع النهائي لاتفاق الرياض.