بارود حوثي في الساحل الغربي.. مليشياتٌ لا تعرف إلا الدم

الأربعاء 30 أكتوبر 2019 13:18:49
بارود حوثي في الساحل الغربي.. مليشياتٌ لا تعرف إلا الدم

واصلت المليشيات الحوثية استخدام الموانئ من أجل دعم قدراتها التسليحية والقتالية، وهو إرهابٌ يهدِّد أمن المنطقة بشكل كامل.

مصادر عسكرية كشفت اليوم الثلاثاء، أنَّه تمَّ إحباط محاولة تهريب مواد تدخل في صناعة المتفجرات كانت في طريقها لمليشيا الحوثي الانقلابية وذلك من الساحل الغربي.

وبينما لم تتكشف معلومات كثيرة بشأن هذه الواقعة، إلا أنَّه سرعان ما يطل برأسه الدعم الإيراني للمليشيات، وهو دعمٌ مكّن الحوثيون من إطالة أمد الأزمة بالشكل الراهن، حيث تواصل طهران تهريب الأسلحة عبر الموانئ الثلاثة "الحديدة والصليف ورأس عيسى" التي تسيطر عليها المليشيات في الساحل الغربي.

يدير تهريب هذه الأسلحة خبراء إيرانيون موجودون في الحديدة، ويتواصلون مع نظرائهم في صنعاء للاتفاق على كيفية شحنها، وتنقلها المليشيات في وسائل نقل مدنية تحسبًا لاستهدافها، ويتم إرسالها بشكل مباشر إلى صعدة وصنعاء اللتين تُشكّلان نقطة تجميع هذه الصواريخ والطائرات.

وتستخدم إيران، المليشيات الحوثية في حروب بالوكالة تستهدف إنهاك خصومها، عبر حرب عبثية في اليمن.

ومؤخرًا، زوَّدت إيران المليشيات الحوثية بأجهزة تصنت عالية الدقة، قادرة على اختراق شبكات الجوال المفتوحة، تستخدم بها خصومها بعد التعرُّف على مواقعهم.

السلاح الإيراني "الدقيق" وصل إلى المليشيات عبر ميناء الحديدة، على متن سفن تجارية بحسب معلومات استخبارية، بيّنت أنّ من يدير هذه الشبكات هو خبراء إيرانيون يقيمون في الحديدة منذ سنوات.

مليشيا الحوثي وضعت عددًا من أجهزة التنصت على مركبات مموهة تسير بالقرب من الجبهات الرئيسية، وترصد وتتابع المكالمات الواردة من الهواتف للقطاعات العسكرية في تلك المواقع.

وكانت طهران قد اعترفت مؤخرًا بدعم الحوثيين، وقد صرّح رئيس الأركان الإيراني محمد باقري - قبل أيام - بأنّ الحرس الثوري يقدم خدمات استشارية لميليشيا الحوثي، وذلك في حوارٍ مع قناة "فونيكس" الصينية خلال زيارته الأخيرة لبكين.

في الحوار، حاول باقري أن ينأى بإيران عن مسؤولية إرسال الصواريخ والأسلحة إلى الحوثيين الذين تدعمهم طهران قائلاً إنّ اليمن محاصَر وكل الطرق إليه مسدودة، إلا أنّه عاد مرة أخرى لينكر إرسال إيران أسلحة إلى الحوثيين، واصفًا تلك المعلومات بـ"الكاذبة"، لكنه في الوقت نفسه قال إن بلاده تقدم الدعم الاستشاري والفكري للمليشيات.

وأضاف أنّ مسؤول القيام بذلك هو الحرس الثوري، فيما لم يوضح طبيعة الدعم الاستشاري والفكري (الآيديولوجي) للحوثيين، لكن إيران استخدمت في السنوات السابقة تسمية "الاستشاري" لوصف قوات فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري والميليشيات المسلحة التي تحظى بدعم لوجيستي من إيران.

حملت تصريحات المسؤول العسكري البارز اعترافًا بدعم إيران للحوثيين، لكنّه حاول الابتعاد عن الدعم المسلح للمليشيات، على الرغم من عديد الأدلة التي فضحت حصول الحوثيين على عتاد عسكري متنوع من إيران.

وليس من عادة إيران الاعتراف بهذا الشكل الرسمي بدعم المليشيات الحوثية، لكنّ الأمر يتزامن مع توقعات بتشكيل ضغوط دولية ربما تكون غير مسبوقة على الأذرع الإيرانية في المنطقة، وذلك بعد الهجوم الإرهابي على معملي شركة أرامكو السعودية.

لكن أرادت إيران بهذا الاعتراف الملفت، التأكيد على دعمها للمليشيات، ما يشي باستمرار الوضع المعقد للأزمة في اليمن لفترة أطول، من خلال تصعيد عسكري مستمر يُقدِم عليه الحوثيين، معتمدين على دعم لا محدود مُقدّم من إيران.