وجهٌ آخر لاتفاق الرياض.. السعودية التي يجب أن تنتبه أكثر

الأربعاء 30 أكتوبر 2019 20:00:28
وجهٌ آخر لاتفاق الرياض.. السعودية التي يجب أن تنتبه أكثر

رأي المشهد العربي

مثلما كان متوقعًا، غرست حكومة الشرعية الكثير من العراقيل أمام مسار اتفاق الرياض، محاولة إفشال هذا المسار؛ إيمانًا من حزب الإصلاح الإخواني المسيطر على الحكومة بأنّ هذا المسلك يُكبِّده الكثير من الخسائر سواء سياسيًّا أو ماليًّا أو حتى عسكريًّا.

هذا السبب كاف لاعتبار أنّ التوصّل لاتفاق بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة المنتظر توقيعه في العاصمة السعودية الرياض لا يعتبر نهاية المطاف فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، لكنّ "الإصلاح" من المؤكّد سيعمل جاهدًا على زرع المفخخات في مسار المرحلة المقبلة على الصعيدين العسكري والسياسي.

وفي الوقت الذي يُنظر فيه التوصّل إلى اتفاق بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية بأنّه ثمرة جهود كبيرة من المملكة العربية السعودية ومشاركة فاعلة من المجلس الانتقالي الذي رفع صوت العقل والتزم باستراتيجية المرحلة، فإنّ الحكومة إذا ما ظلّت تحت السيطرة الإخوانية سيكون أمرًا محفوفًا بكثيرٍ من المخاطر.

ومنذ أن أشعل الحوثيون حربهم العبثية في صيف 2014، قدّم التحالف العربي بقيادة السعودية دعمًا هائلًا لحكومة الشرعية، التي ردَّت على هذا الدعم بأن ارتمت في أحضان المليشيات وطعنت التحالف من الظهر، وهو ما شكّل سببًا رئيسيًّا في إطالة أمد الحرب حتى الوقت الراهن.

ولأنّ خسائر "الإصلاح" كثيرة من التوصُّل لاتفاق، فمن المتوقع أن يواصل الحزب الإخواني ممارساته الخافية والمعلنة، من أجل تعويض خسائره، وتجلّى ذلك في سرعة تنسيقه مع المليشيات الحوثية، حتى أصبح "الإصلاح" لا يتوارى عن الانخراط في تعاون أكبر مع الانقلابيين، وهو أمرٌ يحمل الكثير من المخاطر في ظل السيطرة الإخوانية على حكومة الشرعية.

يُشير كل ذلك إلى ضرورة حتمية على التحالف العربي بقيادة السعودية بأن تكون المرحلة المقبلة، لا سيّما تلك التي تعقب توقيع الاتفاق، أكثر حسمًا في كافة الأمور والقضايا، وألا يسمح بالعبث التي اقترفه "الإصلاح" طوال الأشهر الماضية، والتي أدّت إلى إطالة أمد الحرب.

في المقابل، يظل المجلس الانتقالي الجنوبي الحليف الأكثر قربًا من التحالف العربي، وقد ظلّت القوات المسلحة الجنوبية في خندق واحدٍ مع التحالف في مواجهة المليشيات الحوثية، وقد عبَّر المجلس عن ذلك بتأكيده المستمر أنّ استراتيجيته في المرحلة الراهنة تركّز على ضبط بوصلة الحرب على الانقلابيين.