درع الوطن وحماة الأرض.. أكبر انتصار جنوبي على المليشيات الحوثية في قعطبة

الجمعة 1 نوفمبر 2019 18:34:48
درع الوطن وحماة الأرض.. أكبر انتصار جنوبي على المليشيات الحوثية في قعطبة

تواصل القوات الجنوبية جهودها الباسلة في الدفاع عن أرض الوطن، في مجابهة المليشيات الحوثية، مقدِّمة دروسًا في دحر الأعداء وإن تعدّدت الجبهات.

وفي الساعات الماضية، استطاعت القوات الجنوبية كسر أكبر عملية هجومية واسعة شنّتها المليشيات الحُوثية المتحالفة مع إيران غربي قعطبة، من ثلاثة قطاعات هي قطاع الجب ـ صُبيرة شمال حَجْر، وقطاع حبيل السَّماعي باتّجاه الفاخر وتبة عُثمان وقطاع حبيل العِبِدّي وهجوم آخر باتّجاه سائلة حُمّان.

وتمكَّنت القوات الجنوبية من التصدي للهجوم الحوثي، وكسْر العديد من الزحوف التي استمرت لساعات طوال وخلّفت خسائر فادحة بشرية ومادية بعد اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة.

الهجوم الحوثي بدأ فجر الخميس واستمر لما قبل العصر تزامنًا مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى محاور القتال قادمة من محافظتي ذمار وإب لتعزيز جبهات القتال شمال وغرب الضالع.

وبحسب مصادر عسكرية، فقد استطاعت القوات الجنوبية في قعطبة من صدِّ أعنف هجوم لمليشيا الحوثي في عدة قطاعات بمحيط مدينة الفاخر غرب مديرية قعطبة.

وقال الناطق باسم محور الضالع العسكري والقتالي فؤاد قائد جباري إنَّ القوَّات الجنوبيَّة ومعها المقاومة الشعبيَّة في قعطبة صدّت وكسرت أوسع زحف لمليشيا الحوثي باتّجاه مواقع القوَّات الجنوبيَّة وأفشلت كل الزحوف في جميع محاور القتال.

وتمكَّنت الوحدة الصّاروخية التابعة للقوات المسلحة الجنوبيَّة، بحسب جباري، من استهداف مركبة مشاة مدرعة نوع (بي إم بي BMP) في أطراف حبيل العِبِدّي أدَّى إلى تدميرها وإحراقها ومصرع من فيها، كما استهدفت الوحدة الصاروخية ـ أيضًا ـ طقمًا عسكريًّا يحمل رشاش مـ/ط عيار 23 ملم وأدَّى إلى تدميره ومقتل من فيه.

واحتدمت المواجهات في جبهة الفاخر والجُبّ ومَرخَزَة وحبيل الكلب وتوسعت حتى جبهة هِجَار شمال شرقي مدينة الفاخر الواقعة غربي مديرية قعطبة وامتدت الاشتباكات العنيفة لساعات طوال خلّفت خسائر فادحة في صفوف العدوّ بالأرواح والعتاد العسكريّ.

من جانبه، صرّح قائد اللواء الثاني صاعقة العميد ركن محمد محسن الحالمي أبو بكيل بأنّه تمَّ التصدِّي وكسر عدة زحوفات متعددة لمليشيا الحوثي، التي حاولت التَّسَلُّل باتّجاه المواقع الجنوبية في جنوب حبيل الكلب ـ مَرخَزَة وتبة عُثمان ومعسكر الجُبّ، وتمَّ إجبارها على التراجع تحت وطأة نيران الهاونات والمدفعية الثقيلة والأسلحة المتوسطة الرشاشة.

وأشار إلى أنَّ القوَّات الجنوبيَّة المرابطة في شمال حبيل الكلب ولكمة عُثمان وحبيل العِبِدّي وسائلة حُمّان تمكَّنت ـ أيضًا ـ من كسر وإفشال كل المحاولات التي قامت بها المليشيات الحُوثية وتمَّ تدمير عربة بي إم بي وطقم يحمل سلاح متوسط ومقتل جميع أفراده ولازالت جثث المليشيات ملقاة في الوديان والشعاب.

ويمكن القول إنّ تعاظم وتعدُّد الانتصارات الجنوبية على الحوثيين في كشف الكثير من الحقائق على الأرض، أهمها حجم الوهن في معسكر حكومة الشرعية بعد اختراقها إخوانيًّا، وأنّها سببٌ رئيسٌ في تأخُّر حسم التحالف العربي للحرب على المليشيات، بعدما انخرط "الإصلاح" في تحالف مروّع مع الانقلابيين.

وعلى مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، توارى قادة "إخوان الشرعية" وراء هذه الحالة من أجل أن يبرروا وجودهم ونفوذهم، بل وعملوا كذلك على تكوين ثروات مالية طائلة، عبر أعمال نهب وفساد طائلة ضاعفت من الأزمة الإنسانية، ودعّمت الحرب الحوثية بشكل غير مباشر.

ما يحدث على الأرض يبرهن على أنّ حكومة الشرعية مستفيدة من الوضع الراهن، وتسعى لإطالة أمد الحرب؛ إدراكًا منها أنّ بقاءها في السلطة مرهونٌ باستمرار العبث الراهن، وأن الحرب الحوثية ضمانة لأن يكوِّن لقادتها هذا الثراء الفاحش.

الطرف الأهم في هذه المعادلة هو التحالف العربي، الذي أصبح مطلعًا على كافة التفاصيل الدقيقة لما يجري من أحداث، وبات على قناعة كاملة بأنّ حكومة الشرعية تتحمّل مسؤولية مباشرة عن إطالة أمد الحرب، بينما تعتبر القوات المسلحة الجنوبية شريكٌ أساسي في خندق الحرب على المليشيات الحوثية.