اتفاق الرياض شاهداً على غدر وخيانة وإرهاب الإصلاح

الجمعة 1 نوفمبر 2019 20:03:00
اتفاق الرياض شاهداً على غدر وخيانة وإرهاب الإصلاح

رأي المشهد العربي

تسبب اتفاق الرياض الذي ترعاه المملكة العربية السعودية بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في فضح ممارسات الإصلاح ليس على المستوى الداخلي فقط ولكن أمام المجتمع الدولي كله والذي يتابع ما يجري في العاصمة السعودية ومن المقرر أن يرعى الاتفاق في صورته النهائية التي لم ترى النور بعد.

على مدار شهر ونصف تقريباً لم يتوقف الإصلاح الذي يهيمن على الشرعية عن إظهار سماته التي تسري في عروقه كالدماء، فهو لا يستطيع العيش من دون أربعة سمات أساسية وهي الغدر والخيانة ونشر الأكاذيب ونهاية بانتهاجه أساليب إرهابية لتحقيق أهدافه، محطماً جميع العهود والمواثيق بحثاً عن تحقيق مصلحته الأولى وهي البقاء مهيمنا على رأس السلطة.

اتفاق الرياض المنقوص كشف للتحالف العربي والمجتمع الدولي أيضاً أن التعامل سياسياً مع تنظيم إرهابي لا يمكن أن ينجح حتى وإن انتهى الأمر بتوقع الاتفاق بشكل نهائي، فما بعد الاتفاق سيكون أصعب كثيراً مما قبله، لأن نوايا الإصلاح نحو الحل السياسي غائبة فهو يسعى للبقاء في السلطة بفرض القوة التي يجيد استخدامها متعاوناً مع كافة التنظيمات الإرهابية.

ما جرى في أبين وسقطرى على مدار اليومين الماضيين سبق وأن حذر منه المجلس الانتقالي الجنوبي كثيراً، وكانت مقدماته واضحة فيما جرى بشبوة وبدا أن الإصلاح يبحث عن نجاحات عسكرية تضمن له الحد الأدنى من المكاسب السياسية، وبالتالي ضاعف من جهوده الإرهابية خلال الأسبوع الماضي لعرقلة الاتفاق وهو ما حدث بالفعل.

التأخير في توقيع الاتفاق النهائي يصعب الأمور تعقيداً أكثر مما يحلها، لأن الإصلاح يسعى لوضع مزيد من الأشواك التي ستؤدي في النهاية لأن يكون الاتفاق مليئاً بالثقوب التي تجعله غير قادراً على الصمود، وبالتالي فإن الحل يكمن في موقف أكثر حزماً من التحالف العربي مع كل هذه البذاءات، ووضع كافة الأمور أمام المجتمع الدولي ليعلم الجميع من هو الإرهاب الحقيقي في اليمن.

المجلس الانتقالي على الجانب الآخر عليه أن يتحلى بصفتين أساسيتين في مواجهة أذناب قطر وتركيا وإيران، أولها أن يكون أكثر صلابة وتماسكاً لحين توقيع الاتفاق وانتزاع مكسب إنهاء هيمنة الإصلاح على الشرعية، وثانيها، أن يدعم كافة الجهود العسكرية في الجنوب بما من شأنه أن يجهض إرهاب الإصلاح ويلقنه هزائم تجعله أكثر ضعفاً.

بالرغم من إدراك الجميع بأن ما يجري في الوقت الحالي في أبين وسقطرى هو من تخطيط أطراف إقليمية لكن الجنوب بصمود أبنائه وإيمانهم بقضيتهم قادرون على هزيمة هؤلاء المرتزقة الذين يستهدفون إثارة الفوضى في الجنوب مجدداً.