خطة الإرهاب الفتاك.. كيف تُهرِّب إيران أسلحتها إلى الحوثيين؟
تواصل إيران العمل على تهديد أمن المنطقة بشكل كامل من خلال دعم مسلح للمليشيات الحوثية، يضاعف من إرهاب الانقلابيين.
مصادر عسكرية كشفت عن الطريقة التي قامت من خلالها إيران بدعم الحوثيين، حيث أرسلت طهران خبراءھا إلى صنعاء لتمكینھم من معرفة مستوى الأسلحة المتوفرة بمستودعات المليشيات ورفع تقاریر سریة عاجلة عنھا من وقت مبكر.
وقالت إنّ الحوثيين سيطروا على وزارة الدفاع كنواة رئیسیة بعد سقوط صنعاء تحت سلطتھم، مع التحفظ على عدد من الضباط القدامى والمھمین الذین یملكون معلومات وخرائط وصورا أثناء عملھم بوزارة الدفاع خلال الحقبة الزمنیة الماضیة، وذلك من إجل اطلاعھم على أدق التفاصیل، وكان ذلك تحت إشراف مباشر لخبراء إیرانیین.
وعمد الحوثيون إلى إعدام بعض الضباط بطریقة سریة بعد كشف كل ما لدیھم من معلومات وحقائق للخبراء الإیرانیین، وقد استعان الإیرانیون بكبار المھربین السابقین في عھد النظام السابق من مھربي الأسلحة والمخدرات لمساعدتھم في مھمة تھریب الأسلحة إلى الیمن من خلال نقاط وممرات التھریب التي یعرفونھا.
وعيّن الحوثیون بعض ھؤلاء المھربین كوزراء في حكومة الانقلابیین منذ اللحظات الأولى لإعلانھم ما تُسمى حكومة الإنقاذ كمظلة لمواصلة أعمال التھریب والتنسیق، فضلًا عن الاستعانة بالمھربین البحریین والبریین، بالتنسیق مع عناصر من تنظيم القاعدة.
وأبرز الوزراء الذین یشرفون على مھام التھریب في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، ھم وزیر الدولة فارس مناع، ووزیر السیاحة ناصر محفوظ باقزقوز، ووزیر المیاه والبیئة محمد الزبیري، ووزیر النقل اللواء زكریا الشامي، بینما قام ھؤلاء الوزارء بالالتقاء بعدد من كبار المھربین في المجالین البحري البري، وتقدیم ناقلات جدیدة لھم على أن یتم التمویھ ما بین نقل الأسمدة والأبقار والمواد الغذائیة والدقیق والقمح، ومنحوا أیضًا تصاریح تجاریة، بینما یتمحور عملھم الأساس في استقبال ونقل الأسلحة من نقاط محددة والوصول بھا إلى صنعاء ومناطق سیطرة الحوثیین.
وأشارت المصادر إلى أنَّ الإیرانیین قاموا بتھریب الأسلحة عن طریق سفن تجاریة یتم استقبالھا، ثمّ نقلھا عبر زوارق تسیر في ممرات بحریة یعرفھا المھربون، إلى جانب قیامھم بتھریب الصواریخ البالستیة والقذائف والأسلحة المتوسطة والثقیلة، والألغام المحظورة دولیًّا، كما قاموا بتھریب أنواع متعددة من القنابل المستخدمة في تفجیر المنازل والمساجد والمواقع الحیویة.
وتشمل القائمة أیضًا تھریب كمیات كبیرة من الألغام المختلفة وتھریب زوارق بحریة تعمل عن بعد تستخدم في عملیات انتحاریة وھجومیة، كما قاموا بتھریب الطائرات المسیرة وكمیات كبیرة من الذخائر، فضلًا عن تھریب وسائل اتصالات لاسلكیة وأجھزة حربیة متطورة، ولا یستثني ذلك تھریب المخدرات أیضًا.
الإیرانیون، وبالتنسیق مع المھربین، استخدموا عدة مسارات مختلفة لتھریب الأسلحة والمتفجرات إلى الداخل منھا الموانئ البحریة مثل الحدیدة ومیدي، وقوارب الصید والقوارب التجاریة، وبعض عناصر شبكات مافیا تجار الأسلحة لبعض الدول الإفریقیة المرتبطة بعلاقات مع إیران.
واستخدمت إیران السفن التجاریة البحریة لتھریب الأسلحة بشكل متواصل وتوزیعھا على زوارق متعددة في بعض الجزر، إضافةً إلى النقل من خلال الصیادین.
أمّا بخصوص الجانب البري، فقد كشفت المصادر وجود مجموعة من الطرق المعروفة لدى المھربین التابعین للحوثیین ولا یعرفھا غیرھم وتتصل بالمنافذ سواء البحریة أو البریة، ثم یتم نقل المھربات عبر التضلیل والتمویھ إلى مناطق سیطرة الحوثیین، وذلك في تحد واضح وصریح للقرار الأممي 2216.
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت في أكتوبر الماضي، أنّ عناصر من الخبراء الإيرانيين ومن حزب الله اللبناني يعكفون على العمل مع المليشيات الحوثيين على تطوير وتجهيز زوارق خطيرة تهدد الملاحة البحرية، وهو ما يُفسِّر مماطلة الحوثيين وراء تسليم ميناء الحديدة والتشبث بالميناء الذي يمثل لهم أهمية قصوى.
وفي الفترة الراهنة، تعمل المليشيات الحوثية بدعم مباشر من إيران، على صناعة وتطوير وتجهيز الزوارق البحرية، على النحو الذي يُهدِّد الملاحة الدولية، حيث شوهدت تحركات ملحوظة للمليشيات منذ قرابة الشهر في مناطق الخط الساحلي شمالي الحديدة على البحر الأحمر، ما يُشير إلى أنّ المليشيات تُجهِّز لحرب الزوارق في ظل تواجد خبرات من البحرية الإيرانية وحزب الله اللبناني.
المثير للمخاوف أنّ هذه الزوارق تتضمن تقنيات حديثة متطورة وتحمل أجهزة رصد وتتبع وتحديد أبعاد في المسافات المائية، وهناك عناصر مدربة على تنفيذ الهجمات في المياه والتعامل مع القوارب والمواجهات البحرية وتنفيذ عمليات وهجمات مباغتة واستهداف سيلحق ضرره بالجميع، كما أنّ هناك مستودعات وورش سرية يستغلها الحوثيون لتجهيز زوارقهم وقواربهم الإرهابية، وتتركز في مناطق داخلية بين باجل واللحية وأرياف الزيدية.
وأشارت المصادر إلى أنّ الحوثيين يعتمدون على الزوارق البحرية كنوع من أدوات الحرب الرئيسية التي سيستخدمونها في منطقة الحديدة، وبخاصةً أنّ لديهم شعورًا قويًّا ومخاوف من أن تحرير الحديدة هو الهدف القادم للتحالف العربي، موضّحةً أنّ القيادات الإيرانية والحوثية تختار مواقع للتجهيز والتركيب والتطوير بين المدنيين، لعلمهم أن التحالف لا يمكن أن يستهدف مواقع مدنية.
وتجري عناصر عسكرية إيرانية جولات بحرية للإطلاع والتصوير وجمع معلومات دقيقة من الساحل لأهداف تخدم مشروع الحوثي الحربي بحسب المصادر التي أكّدت أنّ التواجد الإيراني زاد في الحديدة خلال الفترة الماضية، وأنّ هؤلاء يعملون في مجالات تدريب وتطوير القوات البحرية أو البرية أو الطيران أو وضع التكتيكات والخطط الحربية الأخرى.