رُتَب الإصلاح في تعز.. فسادٌ وإرهاب
في الوقت الذي توارى فيه حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي وراء عباءة الشرعية، فقد عمد هذا الفصيل إلى استغلال الحالة المهترئة للحرب، وارتكب الكثير من جرائم الفساد التي مكّنت عناصره من تكوين ثروات مالية كبيرة.
ففي واقعة فساد جديدة، منح حزب الإصلاح 3070 رتبة عسكرية بين "ملازم ورائد وعقيد" لشخصيات ليس لها علاقة بالحرب، في محافظة تعز، حسبما كشف الناشط رامز الشراحي.
وقال الشارحي في بيانٍ اطلع عليه "المشهد العربي"، إنّ الرتب جاءت بمجرد توصيات حزبية لجماعة استغلت ظروف الحرب لترقية أفرادها في عمل يشبه تمامًا تصرفات المليشيات الحوثية.
والشارحي هو أحد قادة حملة "كفى صمت"، الهادفة إلى كشف فساد الإخوان في تعز، من خلال نشر معلومات وأرقام ووثائق تكشف حجم العبث والفساد الذي يمارسه قادة حزب الإصلاح الإخواني في مدينة تعز المحاصرة من قبل جماعة الحوثي للعام الخامس على التوالي، وفق بيانات الحملة.
وكان حزب الإصلاح قد أقدم مؤخرًا، على منح 250 من عناصره رتبًا عسكرية ويتقاضون رواتب بعدما عملوا في وقتٍ سابق في مهنة التعليم، وضمَّهم لما يُسمى "الجيش الوطني"، وهو عبارة عن قوات تابعة لحزب الإصلاح الإرهابي، ضم إليها عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش.
ومعظم المعلمين المُعيَّنين تمَّ إلحاقهم في اللواء الرابع احتياط بمديرية قعطبة الذي يقوده معلم كان في مديرية السدة يدعى "فضل عبدالرب"، وهو أحد أذرع الإهابي علي محسن الأحمر ويضم أعدادًا كبيرة أصبحت لديهم رتب عسكرية مختلفة، وتم التسجيل من داخل مقرات حزب الإصلاح الإخواني، ومثله اللواء83 مدفعية الذي يسيطرون على مفاصله وكذا الشرطة العسكرية.
ولا يمكن فصل هذه الواقعة عن الفساد الذي يمارسه حزب الإصلاح على أكثر من صعيد، وذلك بغية السيطرة على مفاصل الأمور وتوسعة نفوذه بشكل كبير على الأرض.
وما يُسمى "الجيش الوطني" هو مجرد شعار لفصائل موالية لحزب الإصلاح، ألحق إليه الحزب الإخواني الكثير من العناصر الإرهابية والمتطرفة، وعلى رأسها تنظيما القاعدة وداعش.
ويمثل الكم الأكبر من هذه القوات، عناصر من "الإصلاح" من أجل أن يضمن الحزب الإخواني السيطرة على مفاصله، وتحريكها كما يحلو له وبما يتفق مع مخططاته الإرهابية على مدار الوقت.
ويُحرك "الإصلاح" مليشياته الإرهابية ضد الجنوب، بغية إشعال الفوضى على أراضيه والنيل من أمنه واستقراره، وتجلّى ذلك في الهجوم الإرهابي أمس الخميس على محافظة أبين، والتي كشفت مصادر "المشهد العربي" أنّه شهد مشاركة عناصر من القاعدة وداعش إلى جانب المليشيات الإخوانية.
العلاقات بين المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية وتنظيم القاعدة كثيرًا ما فُضِح أمرها، ويقود هذه العلاقات الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يُنظر إليه بأنّه مُحرّك أساسي لمجريات الأمور في معسكر "الشرعية"، وهو أشد قادة هذا الفصيل إرهابًا وتطرفًا، ويتولى التنسيق في علاقات الإخوان والقاعدة.
علاقة محسن الأحمر بتنظيم القاعدة إلى عام 2017، حيث أتاح الأحمر أرضًا خصبةً للمجموعات والفصائل المتطرفة التي تحولت فيما بعد إلى ما يُعرف بتنظيم القاعدة.
وهناك رسائل بين الأحمر وقاسم الريمي في عام 2017، طلب فيها الأحمر تكثيف وجود تنظيم القاعدة، في مقابل تقديم الدعم المالي اللازم للتنظيم، وأكد الأحمر لزعيم القاعدة أنه يخطط للاعتماد على مسلحي القاعدة؛ لعقيدتهم القتالية، متعهدًا بالدعم المالي المطلوب.