اعتصام سقطرى.. حينما تسير الانتفاضة الشعبية في الاتجاه السليم

الأحد 3 نوفمبر 2019 21:21:00
اعتصام سقطرى.. حينما تسير الانتفاضة الشعبية في الاتجاه السليم

منذ الأربعاء الماضي لم يترك أبناء محافظة أرخيبل سقطرى ميادين الاعتصام، وهو أمر اعتادت عليه جميع القوى التي تنتفض لقهر الظلم والفساد، لكن ما يميز هذا الاعتصام أنه محدد الأهداف، بل أنه لديه هدف واحد يتفق عليه الجميع وهو إقالة المحافظ الإخواني رمزي محروس، وأنها تجري في رقعة جغرافية صغيرة بعكس الانتفاضات الشعبية الأخرى التي تكون في الغالب على المستوى القومي ما يجعل الاستجابة لها أمراً معرضاً لكثير من المراوغات السياسية.

ما يميز انتفاضة سقطرى ويجعلها تسير في الاتجاه السليم أنها تجري بين أفراد ليس لديهم مطامع سياسية بل أن مطالبهم اجتماعية واقتصادية بالأساس، بالرغم من كونها ضد محافظ ينتمي لمليشيات الإصلاح، غير أن ما فجر الأوضاع أنه عمل على معاقبة أبناء المحافظة وحصارهم اقتصادياً، وبالتالي فإن الالتفاف حولها لا يخضع لانتماءات سياسية بقدر ارتباطه بالحاجة إلى حياة آدمية.

وبرأي العديد من المراقبين فإن صمود الانتفاضة التي تجري على نطاق المحافظة فقط يسهل من مهمة نجاحها حال توفرت الإرادة السياسية من الشرعية لإنهاء الأزمة، وفي الوقت ذاته فإن توحيد مطالب أبناء المحافظة يجعل من الأسهم السلمية التي يطلقها المتظاهرون أكثر دقة في إصابة أهدافها.

ونظم الآلاف من أبناء محافظة سقطرى اليوم الأحد، تظاهرة حاشدة في ساحة الاعتصام وسط مدينة حديبو أمام مقر السلطة المحلية، وأكدوا على تمسكهم بمطالبهم برحيل سلطة مليشيات الإخوان المتمثلة في المحافظ رمزي محروس.

ورفع المتظاهرون، أعلام دولة الجنوب، وأعلام دول التحالف العربي، واللافتات المطالبة برحيل المحافظ الإخواني محروس وحزبه، من على رأس السلطة المحلية بالمحافظة، وذلك بمشاركة واسعة من حرائر سقطرى.

وشهدت التظاهرة التي حظيت بمشاركة فاعلة من القطاع النسوي في الأرخبيل، إلقاء العديد من الكلمات من قبل عدد من الشخصيات وممثلي مختلف شرائح المجتمع السقطري.

وشدد المعتصمون على أنهم اليوم باتوا أكثر تماسكاً من أي وقت مضى، وأن هدفهم الحفاظ على سقطرى، لافتين إلى أن كل ما ينشر ويبث في إعلام الإخوان جزء من حربهم على سقطرى وأبنائها، وأنهم سيمضون قدماً في اعتصامهم السلمي لإقالة محروس.

وأشار المعتصمون إلى أنهم أعطوا السلطة المحلية مهلة كافية لتكن في صف الشعب وتطلعاته، ولكنها أبت إلا أن تنفذ توجيهات سلطة الإصلاح الذي قالوا أنه "يتعامل مع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية كأنها ملك له وحصري على أعضائه، وجميع كوادر المحافظة خارج هذا المؤسسات".

وأوضحوا أنهم لم يأتوا لإقلاق السكينة العامة، مؤكدين أنهم على تعاون مع الجميع لاستمرار الحياة بشكلها الطبيعي، منوهين بأن ثورة سقطرى ضد الإخوان ومحافظها محروس تعطي الصورة الحقيقية لثورة شعب شارك فيها الجميع .

ووجهت لجنة الاعتصام تحذيرات شديدة اللهجة إلى المحافظ الإخواني من الإقدام على أي خطوة تمس حياة المعتصمين السلميين، وذلك ردًا على التهديدات التي أطلقها محروس بفض الاعتصام بالقوة العسكرية تحت ذريعة وجود عناصر تخريبية.