استراتيجية الانتقالي الراسخة.. جنوبٌ بعد عاصفة حزم وإعادة أمل
جدّد المجلس الانتقالي العهد أمام الشعب الجنوبي، بأنّه يحمل على كاهله مسؤولية الحلم الجنوبي الكبير، المتمثّل في فك الارتباط واستعادة دولة، لطالما حلم شعبها باستعادتها، وذلك عبر خطة استراتيجية، يعتبر اتفاق الرياض إحدى نقاطها الرئيسية.
التجديد الجنوبي جاء على لسان الناطق باسم المجلس نزار هيثم الذي قال إنّ اتفاق الرياض يحدد ملامح العلاقة بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية خلال الفترة المقبلة حتى يتم تحقيق أهداف عاصفة الحزم وإعادة الأمل، ومن ثم ينطلق الجنوبيون فيما بعد لتحديد مصيرهم السياسي الذي يحقق تطلعات شعب الجنوب.
تصريح "هيثم" يؤكّد أنّ استراتيجية المجلس الانتقالي ثابتة وراسخة في المرحلة الراهنة، وهي توحيد الجبهة في الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما تسبّبت حكومة الشرعية في إطالة أمد الحرب إثر خيانة حزب الإصلاح الإخواني للتحالف العربي وارتمائه في أحضان المليشيات الحوثية.
وقد برهنت التطورات المتلاحقة والمتسارعة خلال الفترة الأخيرة، على أنّ الجنوب يقف في ميدان واحد مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إزاء التحديات الضخمة والمتسارعة على أكثر من جبهة.
ويمكن القول إنّ اتفاق الرياض قد حمل الكثير من الفوائد للقضية الجنوبية، تتمثل في أنّه برهن على أنّ المجلس الانتقالي الجنوبي هو الممثل الوحيد والشرعي للقضية الجنوبية، وأنّه يعتبر قوة سياسية فاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما مكَّن الجنوب من أن يضع قضيته على طاولة الحل المستقبلية للحل السياسي الشامل في اليمن، كما مثّل نجاحًا في خطة المجلس المرحلية التي هدفت إلى توحيد الجهود للقضاء على المشروع الإيراني.
المرحلة الأهم للجنوب ربما لا تتمثّل في الاتفاق في حد ذاته، بقدر ما سيكون لزامًا العمل بقوة وحسم ووعي من أجل التصدي للمؤمرات الإخوانية ضد الجنوب التي يتوقع ألا تتوقف، بل ربما تزداد وتيرتها، وهو ما تجلّى في التحريض المتواصل من قادة إخوان الشرعية ضد الجنوب فور الإعلان عن التوصل للاتفاق أي حتى قبل التوقيع.
المرحلة المقبلة على أهميتها وربما خطورتها تتطلب مزيدًا من التكاتف بين أضلاع المثلث الجنوبي، فالقوات المسلحة الجنوبية تكون جاهزةً لصد أي اعتداءات سواء من المليشيات الإخوانية أو "شقيقتها" الحوثية، والقيادة السياسية التي تسير وفق رؤية استراتيجية ثاقبة وصولًا إلى الحلم الأكبر، والطرف الأهم هو التفاف شعب الجنوب حول قاداته من أجل ردع كل هذه المؤامرات.