بطش الحوثي وتآمر الشرعية.. سنوات الحرب والـ20 مليون جريمة

الأربعاء 6 نوفمبر 2019 03:30:30
بطش الحوثي وتآمر الشرعية.. سنوات الحرب والـ20 مليون جريمة

يعتبر القطاع الصحي، أحد أهم القطاعات التي تضرّرت كثيرًا من الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، والتي تخلّلتها انتهاكات لا تعد ولا تُحصى، في وقتٍ تتحمّل فيه حكومة الشرعية جانبًا من المسؤولية بعدما حرّفت مسار الحرب وركّزت اهتمامها على أجندات أخرى.

ففي إحصاء مروِّع جديد، أعلنت الأمم المتحدة أنّ قرابة 20 مليون يمني يفتقرون إلى الخدمات الصحية الأساسية، بعد أكثر من أربع سنوات على الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية.

منظمة الهجرة الدولية قالت عبر حسابها على "تويتر"، إنّ نحو 19,7 مليون شخص في اليمن يفتقرون إلى الخدمات الصحية الأساسية، مشيرةً إلى أنَّ الفريق الصحي التابع لها في اليمن أجرى، الأسبوع الماضي، حوالي 24 ألفًا و500 استشارة طبية لرجال ونساء وأطفال باليمن.

ويدفع ملايين السكان نتائج الحرب الكارثية المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات، والتي ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة، ومنها القطاع الصحي، والوضع الاقتصادي، والأمن الغذائي.

على مدار سنوات خمس ارتكبت المليشيات الحوثية كافة صنوف الاعتداء على القطاع الصحي، مخلِّفةً وراءها مأساة غير مسبوقة، سواء عبر قصف وتعطيل المستشفيات وإغلاق الصيدليات وتفشي الأوبئة ونشر الفقر، وإهمال الوضع البيئي، وسرقة المساعدات الدوائية، وهي أسبابٌ كفيلة في مجملها لأنْ تؤدي إلى تفشي الأمراض.

وأصبح نحو مليوني طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم حوالي 360 ألفًا دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحاد جدًّا، وهم يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة، بحسب تقرير صادرٍ عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".

الوضع المروّع يشير كذلك إلى أنّ الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد هم أكثر عرضة للوفاة بـ11 ضعفًا بالمقارنة مع أقرانهم الذين يحظون بتغذية جيّدة، كما أنّ تقديرات المنظمات الأممية تكشف أنَّ حوالي 2,5 مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن بحاجة ماسة إلى خدمات التغذية والمشورة لعلاج سوء التغذية أو الوقاية منه، إذ تتعرض النساء الحوامل المصابات بسوء التغذية لخطر متزايد من الإجهاض والكرب الذي تسببه، بالإضافة إلى فقر الدم والموت أثناء الولادة.

الجانب الآخر في الاتهام تتحمّله حكومة الشرعية، هذا المعسكر الذي يُسيطر عليه حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، الذي تسبّب في إطالة أمد الحرب بعدما تقارب وتعاون مع الحوثيين سرًا وعلنًا، وطعن التحالف العربي بخنجر الخيانة من الظهر، بتحريفه بوصلة الحرب وتوجيهها إلى اتجاه آخر.

كما عملت حكومة الشرعية على ضمان نفوذ لها في المستقبل السياسي بدلًا من التركيز على التخفيف من معاناة السكان جرّاء الحرب، ولم تولِ القطاع الصحي أي اهتمام، بل ركّزت اهتمامها على معاداة الجنوب وشعبه وأرضه، وكذا معاداة التحالف العربي، تنفيذًا لأجندة قطرية تركية، ترمي إلى استهداف التحالف وتفكيكه، ودعم النفوذ الإخواني الحوثي على حد سواء.