تمكين الانتقالي.. جنوب ما بعد اتفاق الرياض
مثَّل اتفاق الرياض نقطة جوهرية في مسار الحلم الجنوبي الأكبر، المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط عن الشمال، بعدما ركّز المجلس الانتقالي في المرحلة الراهنة على توحيد جبهة الحرب على المليشيات الحوثية.
اتفاق الرياض وُقِّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في العاصمة السعودية، بعد أسابيع طويلة من العراقيل الإخوانية، ليؤسس لمرحلة جديدة على أكثر من صعيد.
أحد هذه المسارات يتمثّل فيما سيكون المجلس الانتقالي في المرحلة المقبلة فيما بعد توقيع الاتفاق، وقد أوضح القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي سالم العولقي طبيعة هذه المرحلة قائلًا في تصريحات لصحيفة "العرب" إنّ ما بعد الاتفاق سيمثِّل تحولًا جديدًا في مسار المجلس ودوره، كما أنها ستؤسِّس لمرحلة جديدة من التمكين.
ويضيف العولقي: "المجلس الانتقالي يعتقد أن موجبات هذه المرحلة تقتضي منا الكثير من الجهد للحفاظ على ما تحقق من انتصارات خلال الأعوام الخمسة الماضية وتحقيق المزيد منها خلال هذه المرحلة، فضلًا عن الانطلاق بمهام جديدة تصب جميعها في مجرى تعزيز الاستقرار وإطلاق حركة التنمية والإعمار وبناء مؤسساتنا في الجنوب على أسس متينة وصحيحة وصولا إلى تحقيق تطلعات شعبنا".
حملت الفترة الأخيرة الكثير من التطورات، ربما تُصنَّف بأنها من أهم المراحل التاريخية في التاريخ الجنوبي، فيما يتعلق بكثرة التحديات التي رافقت القضية، على طريق تحقيق الحلم الأعظم، وهو استعادة الدولة وفك الارتباط.
إجمالًا، يمكن القول إنّ اتفاق الرياض قد حمل الكثير من الفوائد للقضية الجنوبية، تتمثل في أنّه برهن على أنّ المجلس الانتقالي الجنوبي هو الممثل الوحيد والشرعي للقضية الجنوبية، وأنّه يعتبر قوة سياسية فاعلة على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما مكَّن الجنوب من أن يضع قضيته على طاولة الحل المستقبلية للحل السياسي الشامل في اليمن، كما مثّل نجاحًا في خطة المجلس المرحلية التي هدفت إلى توحيد الجهود للقضاء على المشروع الإيراني.
المرحلة الأهم للجنوب ربما لا تتمثّل في الاتفاق في حد ذاته، بقدر ما سيكون لزامًا العمل بقوة وحسم ووعي من أجل التصدي لأي مؤمرات إخوانية ضد الجنوب قد تسعى للنيل من هذه الخطوة وإفشالها حتى بعد إقرارها، وقد ظهر ذلك في الهجوم الإخواني المستعر دائمًا ضد اتفاق الرياض.
المرحلة المقبلة على أهميتها وربما خطورتها تتطلب مزيدًا من التكاتف بين أضلاع المثلث الجنوبي، فالقوات المسلحة الجنوبية تكون جاهزةً لصد أي اعتداءات سواء من المليشيات الإخوانية أو "شقيقتها" الحوثية، والقيادة السياسية التي تسير وفق رؤية استراتيجية ثاقبة وصولًا إلى الحلم الأكبر، والطرف الأهم هو التفاف شعب الجنوب حول قاداته من أجل ردع كل هذه المؤامرات.