إيران والضربات الثلاث.. لبنان والعراق واتفاق الرياض
في غضون فترة قليلة جدًا، واجهت إيران، التي تحتضن المليشيات الحوثية، ثلاث ضربات قاسمة ضربت مشروعها التآمري في المنطقة بشكل حاد.
ففي لبنان والعراق، عمّت احتجاجات عاصفة كان العامل المشترك فيها النفوذ الإيراني الذي أثر على صناعة القرار في البلدين عبر المليشيات التي تدعمها طهران هناك، فعبّر الشعبان عن غضبهما الحاد ورفضهما لكل هذا العبث، وصرخا في وجه النفوذ الإيراني.
ضربة قاسمة ثالثة نالها للمشروع الإيراني تمثّلت في التوقيع على اتفاق الرياض الذي تمّ توقيعه أمس الأول الثلاثاء بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، والذي هدف في المقام الأول إلى توحيد الجبهة ضد المليشيات الحوثية، بعدما عمد حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي طوال السنوات الماضية على تشويه مسار الحرب.
تتفق مع ذلك صحيفة الوطن الإماراتية التي قالت اليوم الخميس، إنّ اتفاق الرياض هو بمثابة ضربة جديدة وقوية لنظام الملالي، وذكرت في افتتاحيتها التي جاءت بعنوان "لا عزاء للغزاة"، أنّ أعداء الأمة العربية يرون أنفسهم أن كل ما عملوا عليه من مؤامرات كيف ينهار خلال فترة وجيزة بعد أن انتفضت الشعوب في لبنان والعراق من جهة، وكيف تم إنجاز اتفاق الرياض من جهة ثانية، كان الصوت واحد والصرخة ثابتة ومفادها لا لإيران وتدخلاتها وعدوانها.
وأضافت: "كما انتفض الشعب في لبنان والعراق ضد الأوضاع المأساوية والفساد والتدخل الإيراني الذي كان سبباً رئيسياً في كل ما وصلت إليه الأوضاع المأساوية، كذلك كان توقيع اتفاق الرياض بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي ضربة جديدة لأسلوب نظام الملالي القائم على نشر الفتن والخلافات وتدمير الروابط بين أبناء الشعب الواحد بأي طريقة كانت".
وأكدت الصحيفة: "وحدة الشعوب وتكاتفها وتضامنها كفيل بقطع يد إيران واجتثاث كل أدواتها ومن يعملون في خدمة أجندتها، فالحراك الشعبي في كل من العراق ولبنان حالة صادقة اجتمعت على شجاعة الرؤية وعدم المواربة في الإشارة بشكل مباشر إلى الأسباب، وفي الرياض ستكون عدن على أبواب مرحلة جديدة تؤكد انهزام مخطط التآمر الذي عملت عليه إيران لأن هناك شعب أكد وحدته وتجاوزه لأي خلافات في سبيل تحقيق الأهداف الكبرى.
وذكرت الوطن: "اتفاق الرياض حمل رسالة لا تخطئ في الكثير من الاتجاهات ومفادها أن اليمن في عهدة أشقائه الحقيقيين الذين يبدون كل الحرص على أن يصل إلى بر الأمان وتجسيد الانتصار على الانقلاب عبر بوابة العبور إلى الدولة والتوجه لاستكمال ما بدأه اليمن منذ العام 2015 بدعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية".
ومنذ اليوم الأول لبدء المحادثات بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في المملكة العربية السعودية، كان الهدف الأول لهذا المسار هو ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما شوّه حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي هذا المسار بشكل كامل.
ومع توقيع الاتفاق أمس الأول الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض، فإنّ المليشيات الحوثية يمكن القول إنّها ستكون الخاسر الأكبر من هذا السياق، بعدما استفاد هذا الفصيل بشكل كبير للغاية من تشويه مسار الحرب من قِبل حزب الإصلاح الإخواني.
ويقول ماجد الشعيبي رئيس المركز الإعلامي لجبهة الضالع، إنّ الخاسر الوحيد من الاتفاق هم الحوثيين ويخشون أن تكون الخطوة القادمة هي توحيد الجهود لإنهاء الانقلاب، وهذا الاتفاق يحرمها من فرصة اللعب على المتناقضات مثلما حاولت العمل في "أغسطس" وما قبلها.
وأضاف الشعيبي: "من جهتنا نؤكد أن جبهات المواجهة ضد الانقلابين في الضالع وفي جميع المحافظات، سوف تزداد ضراوة بعد تحقيق المصالحة السياسية في عدن فور تطبيقها عمليًّا على أرض الواقع".
القيادة السياسية الجنوبية، متمثلة في المجلس الانتقالي، شاركت في هذا المسار منذ اليوم الأول بغية ضبط مسار الحرب على المليشيات الحوثية، وقد صرّح رئيس المجلس الرئيس عيدروس الزبيدي قبيل توقيع الاتفاق أمس الثلاثاء: "نثق بشكل مطلق في حكمة خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ونائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان، لذلك كنا حريصين على نجاح وساطة المملكة وجهودها من أجل السلام".
وأضاف: "نُوقّع على اتفاق عادل حافظنا فيه على ثوابتنا الوطنية.. من اليوم سيتم توجيه وتركيز الجهود العسكرية نحو صنعاء لمحاربة ميليشيات الحوثي، ولا شك أن تنفيذ اتفاق الرياض سيمكننا من تحقيق انتصارات جديدة ضد التمدد الإيراني".
الرئيس الزبيدي شدّد على أنّ اتفاق الرياض يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة مع التحالف العربي بقيادة المملكة، وأوضح أنّه يهدف لبناء المؤسسات وتثبيت الأمن والاستقرار ورفع المعاناة عن الشعب وكبح مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني.
اتفاق الرياض الذي تأخّر توقيعه بفعل عراقيل إخوانية عديدة، يمكن القول إنّه يؤسّس لمرحلة جديدة في الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما حرّف حزب الإصلاح الإخواني مسار هذه الحرب، وانخرط في تقارب مروّع مع الانقلابيين أطال أمد الحرب إلى الوقت الراهن.