إغاثات الإمارات في الحديدة.. الإنسانية كما يجب أن تكون
الخميس 7 نوفمبر 2019 23:26:28
واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة، جهودها الإغاثية التي تستهدف دعم المواطنين الذي يعانون أضرارًا بالغة جرّاء الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر، قدّمت كميات جديدة من الأدوية والمحاليل المخبرية لثلاثة مراكز طبية في محافظة الحديدة ضمن برنامج الاستجابة السريعة والدعم المتواصل للقطاع الصحي في الساحل الغربي، كما سيّرت الإمارات قافلة مساعدات تحوى 40 طناً من المواد الغذائية إلى مديرية الدريهمي استفاد منها 5600 شخص.
وشملت هذه المساعدات الطبية مركز المتينة بمديرية التحيتا ومركزي الطائف والشجيرة بمديرية الدريهمي وهي المراكز الثلاثة التي سارعت دولة الإمارات العربية المتحدة عبر هيئة الهلال الأحمر إلى إعادة ترميمها وتأهيلها وتزويدها بالمستلزمات الطبية وتأمين رواتب الكادر الطبي فيها لضمان تقديم الخدمات المجانية للمواطنين اليمنيين على طول الساحل الغربي.
من جانبه، أشاد عبدالعزيز منصر نائب مدير مكتب الصحة بمحافظة الحديدة بالدعم الإماراتي السخي والمدروس للقطاع الصحي بالساحل الغربي، مؤكدًا أنّه حقق أهدافه المرجوة في تقديم الخدمات الطبية المجانية للمواطنين وتخفيف المعاناة عن كاهلهم في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها اليمن وشعبه.
وقال منصر في تصريحات صحفية له خلال حضوره عملية التسليم رفقة الفريق الطبي التابع للهلال الأحمر: "تسلمنا دفعات جديدة من الأدوية والمحاليل المخبرية لثلاثة مراكز طبية وفق حاجة كل منها من الأصناف والكميات المطلوبة".
ونقل منصر شكر قيادة القطاع الصحي وكادره في محافظة الحديدة لدولة الإمارات العربية المتحدة ونهجها على الصعيد الإنساني في اليمن وأياديها البيضاء التي تركت أثرها في كل بقعة من الساحل الغربي اليمني خاصة واليمن عامة.
على صعيد متصل، سيّرت الإمارات قافلة مساعدات تحوى 40 طنًا من المواد الغذائية إلى مديرية الدريهمي ضمن برنامج مساعداتها الغذائية، وشملت القافلة سلالًا غذائية متكاملة استفاد منها 5600 شخص ينتمون إلى أكثر من 800 أسرة موزعة على ثلاث قرى هي المبرق ويختر والكتف بمنطقة غليفقة الساحلية.
يأتي هذا الدعم الذي تقدمه الإمارات وفق مسح دقيق متجدد للأسر غير القادرة على طول الساحل الغربي.
وعبّر سكان منطقة غليفقة عن سعادتهم بتواصل المساعدات الإماراتية إليهم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، وأعربوا عن شكرهم للإمارات قيادة وحكومة وشعبًا لوقفتها الأخوية المشهودة إلى جانبهم حتى تنجلي محنتهم، وأشادوا بجهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي تتواجد إلى جانبهم منذ تحرير منطقتهم قبل نحو عامين.
وعلى مدار سنوات، قدّمت دولة الإمارات العربية المتحدة الكثير من الجهود على الأصعدة السياسية والعسكرية والإغاثية، في تضحيات وأدوار قوبلت بهجمات شيطانية من قِبل "إخوان الشرعية".
وقد أسهمت دولة الإمارات عسكريًّا في تحرير أجزاء واسعة من اليمن وتطهيرها من مليشيا الحوثي، من خلال دعم المقاتلين وتجهيزهم وإسنادهم برًا وبحرًا وجوًا.
وسجلت الجبهات التي أشرفت عليها دولة الإمارات، انتصارات متسارعة وعلى أكثر من صعيد، إذ كانت البداية من العاصمة عدن في منتصف مايو 2015 عندما بدأت طلائع القوات الإماراتية تصل المدينة وتقاتل إلى جوار المقاومة الجنوبية لتحرير العاصمة عدن ثم تحرير لحج وأبين وصولًا إلى الساحل الغربي والحديدة.
وخلال معارك دحر المليشيات الحوثية، قدّمت الإمارات تضحيات جسمية واستشهد عددٌ من جنودها البواسل في هذه المعارك، ولم يقتصر الأمر على تحرير المحافظات من مليشيا الحوثي، بل كانت المهمة الأصعب هي تأمين المحافظات المحررة وتطهيرها من الجماعات الإرهابية.
في هذا الجانب، لعبت الامارات دورًا محوريًّا بدعم قوات خاصة لتأمين محافظات الجنوب وتطهيرها من عناصر القاعدة وداعش.
وشهدت محافظات الجنوب تراجعًا كبيرًا لتواجد الجماعات الإرهابية فيها، إذ تمّ طرد تنظيم القاعدة من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، بالإضافة إلى مطاردة فلول التنظيم في شبوة ولحج وأبين والعاصمة عدن، وهو ما ساهم في تراجع رقعة سيطرة الجماعات الإرهابية وانعكس بشكل إيجابي على الأمن في المحافظات المحررة بتراجع العمليات الإرهابية بنسبة تصل إلى أكثر من 90%.
لم يقتصر دور الإمارات على العمليات العسكرية، بل كانت بنفس الوقت ومنذ بداية عاصفة الحزم تقوم بدور إنساني كبير لإنقاذ المدنيين والتخفيف من معاناتهم وعلى مسارات مختلفة، حيث ساهمت ومن خلال أذرعها الإنسانية المتمثلة في هيئة الهلال الأحمر، ومؤسسة خليفة بن زايد في إغاثة المواطنين، وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة منذ الساعات الأولى لتحريرها.
واتبعت دولة الإمارات استراتيجية واضحة في العمل الإغاثي والإنساني تمثلت في تكثيف نشاطها وجهودها منذ اللحظات الأولى لتحرير المحافظات ودحر عناصر المليشيا الحوثية منها.
هذه الاستراتيجية التي بدأتها الإمارات في العاصمة عدن امتدت اليوم لتصل إلى الحديدة، حيث كثّفت هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد جهودهما ليس فقط لإغاثة أبناء المحافظات المحررة، بل لتطبيع الحياة في هذه المحافظات من خلال دعم القطاعات الخدمية الأساسية كالكهرباء والماء وقطاعي الصحة والتعليم.
وساهمت هذه الجهود في استقرار المناطق المحررة وعودة الحياة فيها إلى طبيعتها، رغم محاولات بعض القوى السياسية الانتهازية تعطيل تلك الجهود أو التقليل منها.
كل هذه الجهود الإماراتية المقدرة، لم ترق إلى "إخوان الشرعية" الذين عملوا ليل نهار على تشويه دور أبو ظبي، ووجّهوا إليها الكثير من الافتراءات والأكاذيب، في محاولة لتفكيك التحالف العربي؛ تنفيذًا لمؤامرة قطرية وتركية.