الحوثي يتذكر الاحتفال بالمولد النبوي إثر مظاهرات العراق ولبنان
من يرى الاستعدادات الحوثية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في صنعاء، يدرك أن هناك جماعة تطبق جميع تعاليم الدين الإسلامي ولم يبقى لها سوى أن تحيي ذكرى مولد رسول الله، غير أن لغة الدماء التي تتحدث بها المليشيات الانقلابية تجعل الجميع يتيقن من أن الهدف ليس ديني بالطبع، لكنه يخاطب أوضاع سياسية تعانيها أذرع إيران في العراق ولبنان وقد تمتد إلى سوريا قبل أن تصل إلى صنعاء.
إقدام المليشيات الحوثية على تحويل صنعاء إلى ثكنة عسكرية له عدة دلالات إذ أن العناصر الانقلابية تريد التأكيد على أنها مازالت تقبض على زمام الأمور خوفاً من انفراد عقد باقي أذرع طهران، وفي المقابل فإنها تسعى لتحصين نفسها ضد أي مظاهرات متوقعة ضدها خلال الأيام المقبلة، بالتوازي مع خنقها سياسياً من قبل التحالف العربي الذي نجح في أول خطوات لملمة صفوف الشرعية بالتوقيع على اتفاق الرياض.
ويذهب البعض للتأكيد على أن المليشيات الحوثية حصلت على نصيحة من إيران بأن تستنفر أجهزتها في صنعاء ضد ثورة شبيهه بثورتي العراق ولبنان فقامت المليشيا بعمل خطة استباقية وضاعفت من الاحتشاد باسم المولد ثم كلمة ألقاها زعيم المليشيات على طبقة الشباب الأسبوع المنصرم وعسكرة جامعة صنعاء حتى لا تكون منطلق لأي احتجاجات.
وتعمدت مليشيا الحوثي اليوم السبت، إغلاق معظم الشوارع في صنعاء بحجة تأمين احتفالية المولد النبوي التي تقيمها في ميدان السبعين، وبحسب شهود عيان فإن المليشيات أغلقت كافة الشوارع على بعد أكثر من 5 كيلومتر من موقع الفعالية.
وأضافوا في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي"، أن المليشيات قطعت الشوارع المؤدية إلى السبعين من منطقة التحرير شرقاً وشارع الخمسين غرباً، وكذلك جولة 45 شرقاً وشارع الستين غرباً؛ ما تسبب بفصل مناطق شمال صنعاء عن جنوبها.
ولفتوا إلى أن كافة الطرق تؤدي إلى السبعين فقط، فيما جرى إغلاق جميع الطرق؛ الأمر الذي تسبب في تعطل مصالح المواطنين، يأتي هذا فيما أغلقت مليشيا الحوثي المدارس والمستشفيات والمؤسسات الحكومية، كما أصدرت تعليمات بحضور الجميع للاحتفالية الطائفية.
ولعل ما يبرهن على حالة الرعب التي تعانيها المليشيات الانقلابية في هذه الأيام، أنها كرست الإذاعات التي تبث على الموجه القصيرة "إف إم" في صنعاء، برامجها لحث المواطنين على المشاركة بالاحتفالية التي تقيمها مليشيا الحوثي بمناسبة المولد النبوي.
ووجهت المليشيات الحوثية كافة الإذاعات بتخصيص البرامج للحديث عن المولد النبوي، وكذلك استضافة قيادات عقائدية للحوثيين للحديث عن المناسبة وإضفاء الطابع المذهبي والطائفي عليها.
يأتي هذا فيما فوجئ المستمعون بمداخلة للقيادي الحوثي المدعو حمود شرف الدين بإذاعة "سام إف إم" وتحريضه على الحضور بالفعاليات التي ستقام في ميدان السبعين، واصفاً كل من يتخلف عنها بالمنافقين والخارجين عن ملة الإسلام.
ويؤكد العديد من المراقبين أن الاستنفار الحوثي يأتي بتعليمات إيرانية تحاول أن توقف تمدد الرفض الشعبي والذي قد يطال طهران ذاتها، وهو ما قد ينتج عنه تركيز المليشيات الحوثية مستقبلاً على الأوضاع الأمنية في المناطق التي يسيطرون عليها على حساب المعارك العسكرية.
ويأتي استغلال الحوثي للمولد النبوي في وقت عجزت فيه خلال خمس سنوات من سيطرتها على صنعاء في تحشيد المواطنين لاحتفالاتهم الطائفية مثل عيد الغدير والولاية ومولد علي ومولد زيد، وظهرت ملشيا الحوثي في احتفالاتهم الطائفية أشبه بأقلية في المجتمع المترامي الإطراف ومتعدد الثقافات.