تفتيت التحالف الإصلاحي الحوثي.. التحدي الأكبر أمام اتفاق الرياض
كشفت الوقائع الأخيرة التي ظهرت للعلن وتعلقت بحجم العلاقة بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإصلاحية إلى درجة المشاركة في تصنيع القنابل المشتركة، عن جملة من الصعوبات التي قد تواجه تنفيذ اتفاق الرياض على أرض الواقع، إذ أن توجيه دفه الجهود العسكرية ناحية العناصر الانقلابية يتطلب تفتيتاً مباشراً للعلاقة بينهم وبين بعض العناصر الإخوانية الذين قد يناورون للبقاء في الشرعية.
وسيكون التحالف العربي أمام مهمة سياسية أكثر من كونها عسكرية ترتبط بالضغط على القيادات المحسوبة على الشرعية والتابعة للإصلاح من أجل فض هذه الشراكة بشكل كامل، حتى لا يستمر الخنجر الذي وضعته مليشيات الإصلاح في ظهر الشرعية باقياً، حتى وإن جرى إنهاء هيمنة الإصلاح على الشرعية.
ويرى مراقبون أن الأمر سيكون بحاجة إلى قطع كلي للعلاقات بين الإصلاح بالشرعية بحيث يجري التعامل معه كعدو واضح مثلما الحال بالنسبة للمليشيات الحوثية، ومن المتوقع أن لا يستجيب قيادات الإصلاح الأمر بسهولة ما يستلزم قوة وصرامة لتطبيق بنود اتفاق الرياض على الأرض وعدم السماح بوجود ما يعرقل مواجهة الحوثيين.
ولعل ما يبرهن على حجم العلاقة بين الطرفين ما كشف عنه مصدر في وزارة الصحة التابعة لحكومة مليشيا الحوثي غير المعترف بها، بشأن حصول الوزير الحوثي طه المتوكل على راتب شهري من حكومة الشرعية في عدن.
وقال المصدر في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي"، إن وزير الصحة الحوثي في صنعاء طه المتوكل وعددا من وكلاء وزارته يتقاضون مرتباتهم شهريا من العاصمة عدن، وأوضح أن القيادات الحوثية المعينة من المليشيا وكلاء لوزارة الصحة (محمد المنصور وعبد السلام المداني والوكيل السابق لشؤون التخطيط نشوان العطاب) يتقاضون مرتباتهم بشكل مستمر من الحكومة الشرعية في العاصمة عدن.
وأضاف المصدر أن الوزير المتوكل يتقاضى أيضا مرتبا بالعملة الصعبة من منظمات دولية تعمل في المجال الإغاثي والإنساني باليمن إلى جانب عدد من الوكلاء في الوزارة.
وأشار إلى أن المرتبات الممنوحة للوزير الحوثي وعدد من حاشيته تصرف بهدف تمرير مشاريع وهمية لبعض المنظمات الدولية مستغلين الظروف الراهنة التي يمر بها اليمن وحالة انعدام الرقابة على أداء تلك المنظمات.
وأضاف المصدر أن المرتبات الممنوحة للوزير المتوكل وحاشيته تصرف ضمن البرامج والمشاريع التي تنفذها المنظمات مثل مشاريع مكافحة الكوليرا ومشاريع حملات التحصين واللقاحات والتي جاءت بعد الضغط على تلك المنظمات بواسطة رسائل شخصية من قبل الوزير إلى مدراء تلك المنظمات مهددا إياهم بعدم الموافقة على تنفيذ تلك الحملات في حال عدم تنفيذ مطالبه.
وفي واقعة أخرى كشفت مصادر مطلعة عن قيام عناصر تابعة لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، ممن تملك نفوذًا كبيرًا في وزارتي الدفاع والداخلية في حكومة الشرعية، بتسهيل تهريب مواد خام تدخل في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة إلى الحوثيين عبر مأرب.
وبحسب المعلومات المتداولة، فإنّ رئيس هيئة الدعم اللوجيستي بوزارة الدفاع المعروف باللواء أحمد الولي، والعميد عبدالملك المداني مدير أمن مأرب المعزول قبل أيام قليلة، متورطان في إيصال شحنة ضخمة لمواد تدخل في صناعة العبوات والمواد شديدة الانفجار إلى صنعاء.
وتكشف مصادر أنّ الولي رفع مذكرة رسمية إلى رئيس هيئة الأركان يطلب منه إطلاق الشحنة المحتوية على 1597 برميل فازلين خام، و80 برميل جلسرين خام تركيز كل منها 100% صناعتها إيرانية وماليزية.
وتوضح المصادر أنّ المداني تدخل للضغط على النقطة لإطلاق الشحنة فاقم من المشكلة، نظرًا لرفض النقطة إطلاقها تنفيذاً لتوجيهات رئيس هيئة الأركان، حتى وصل الأمر أخيراً إلى التحالف العربي الذي بدوره طلب تسليمه الشحنة وأرسل مندوبًا لاستلامها على وجه السرعة، وبناءً عليه تم تسليم الشحنة للتحالف وسحبها إلى أحد المعسكرات التي يشرف عليها في المحافظة.
وتذكر المصادر أنّ هذا الأمر أثار حفيظة المداني، إذ قام بناءً على ذلك بإصدار أمر قبض قهري لقائد النقطة ومساعديه، ثم إصدار قرار آخر بتغيير قيادة النقطة والمساعدين والأفراد وتسريحهم من العمل الأمني المناط بهم.
هذه الواقعة تنضم إلى سلسلة طويلة من التقارب بين المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية، على النحو الذي يُحقِّق مصالحهما الخبيثة.