رسائل قرقاش تبث الأمل في نفوس أبرياء اليمن
بثت الرسائل التي وجهها وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، أنور قرقاش، في حديثه بملتقى أبوظبي الاستراتيجي الأمل في نفوس أبرياء اليمن، وذلك بتأكيده على أن مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية تأتي على رأس أولويات دولة الإمارات باليمن، الأمر الذي يجعل أكثر من 20 مليون مواطن يستفيدون من تلك المساعدات يرحبون بما جاء على لسانه.
وحاولت مليشيات الإصلاح أن توجه سهامها باتجاه دولة الإمارات العربية المتحدة لترغمها على التخلي عن أدوارها السياسية والعسكرية والإنسانية، تحديداً وأن العمل الإنساني الإماراتي في اليمن يضع الشرعية التي يهيمن عليها الإصلاح حتى الآن في مأزق، لأنها كشفت عوراتها على مدار أكثر من خمس سنوات ماضية.
وكذلك فإن الجهود الإنسانية الإماراتية فوتت الفرصة على حصول قيادات الإصلاح في الحكومة على عمولات غير قانونية جراء الاتفاق مع المنظمات الدولية التي تعمل بنظام تحويل الأموال للجهات الحكومية من دون أن تتأكد من ترجمة ذلك في شكل مساعدات فعلية للمواطنين من عدمه، وهو ما كشفت عنه تقارير إقليمية عدة خلال السنوات الماضية.
وأوضح قرقاش، في حديثه، اليوم الأحد، أن أولويات دولة الإمارات في التحالف العربي تتمثل في مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية، ومكافحة التهديدات الإرهابية، وحماية الأمن البحري، ودعم سياسة الأمم المتحدة، وشدد على نجاح التحالف في الدفاع عن أولوياته الإستراتيجية في اليمن، ومنع الحوثيين المدعومين من إيران والقاعدة من تقسيم البلاد.
وتوقع وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، تحقيق تقدم كبير خلال العام المقبل في حسم النزاعات بالمنطقة، مضيفاً: "لقد وصلنا إلى مراحل حاسمة في النزاعات والتحديات الكبرى التي تعصف بمنطقتنا".
ولفت إلى أن الإمارات قدمت 6 مليارات دولار لنحو 17 مليون يمني في 22 محافظة مختلفة، مشدداً على ضرورة تقديم مصلحة المواطن اليمني أولاً، وهو ما يشكل أساساً للتوصل لحل سياسي شامل.
وقبل أيام أشاد مسؤولون في منظمات إغاثية دولية بجهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في مشوار دعم الإنسانية وتخفيف معاناة الشعب المنكوب خلال أكثر من أربع سنوات، وأكدوا أن مساعدات الإمارات لليمن والتي بلغت من أبريل 2015 إلى يونيو الماضي ، نحو 20.57 مليار درهم «5.59 مليارات دولار» كان لها أثر إيجابي بالغ على اليمنيين إذ شملت واستفادة منها ملايين اليمنيين.
وقال المسؤولون أن الدعم الإماراتي لليمن لم يقتصر على تقديم المال فقط، لافتين إلى أنّ هيئة الهلال الأحمر الإماراتي أخذت على عاتقها مسؤولية توصيل الدعم ونشر الحياة رغم أجواء الحرب وإنقاذ الملايين في ظروف إنسانية صعبة، في مهمة إنسانية لم تغفل عن دعم المدارس وحق الأطفال في التعليم وإقامة الأعراس الجماعية، في رسالة إنسانية غير مسبوقة جعلت من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي «كتيبة صناع الحياة».
وقالت المراقبة الإقليمية بجمعية الصليب الأحمر الفرنسية، آني بلينجر، إن دولة الإمارات الأولى عالمياً كأكبر دولة مانحة للمساعدات في اليمن، وفق تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» عن مستوى التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2019، بإجمالي 5.6 مليارات دولار تقريباً، ذهب 66% منها للمشروعات التنموية والمساعدات الإنسانية، واستفاد منها نحو 15 مليون مرأة وطفل.
وأشارت بلينجر إلى أن دعم دولة الإمارات لم يقتصر على المال فقط بل تولت هيئة الهلال الأحمر مهمة توصيل الدعم والمساعدات في ظل أجواء الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي وما في ذلك من مخاطر تجعل من موظّفي هذه المؤسسة الإنسانية الفريدة جنوداً في خدمة الإنسان.
وأضافت بلينجر أن ما يميّز جهود الإمارات الإنسانية أنها لا تقتصر فقط في مكافحة الأوبئة ودعم التعليم، ومساعدة النازحين، بل تتجاوز ذلك لإقامة حفلات الأعراس الجماعية، في مبادرات إنسانية هدفها تخفيف المعاناة وتوصيل رسالة للشعب اليمني بأن الحياة لابد أن تستمر.
مضيفة: «على كل منتسب في هذه المؤسسة العريقة أن يفخر بعمله، وأن يضع رمز مؤسسته على صدره كوسام شرف تعلقت به حياة ملايين اليمنيين، وسام شرف تمنحه الإنسانية جمعاء لهؤلاء المقاتلين».