المبعوث الأممي قليل الحيلة في مواجهة جرائم الحوثي بالحديدة
عبرت مواقف عدة للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وكذلك رئيس لجنة إعادة الانتشار بالحديدة الجنرال أبهجيت جوها، عن قلة حيلة الأمم المتحدة في مواجهة جرائم المليشيات الحوثية في الحديدة، والتي ترفض مراراً وتكراراً تنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم.
ولعل آخر هذه المواقف تمثل في منع المليشيات الحوثية من استبدال ضباط الارتباط الممثلين لفريق الحكومة في غرفة العمليات المشتركة الثلاثية التي تشارك فيها بعثة الأمم المتحدة، وتأخرت عملية الاستبدال لمدة شهرين لتتم، أمس السبت، غير أن موقف الجنزال جوها كان غريبا، إذ أصدر بيان، اليوم الأحد، حذر فيه الشرعية والحوثي على السواء من ارتكاب أي أعمال عدائية تتعارض مع اتفاق "ستوكهولم".
وبدا من الواضح أن الأمم المتحدة لن تستطيع أن تسجل خرقاً للوضع الحالي في الحديدة، حتى وإن أقدمت على خطوات من شأنها أن تقلل من فرص الصدام بين الطرفين، لكن تلك المحاولات ستكون حبراً على ورق ولن يجد مكاناً للتنفيذ على أرض الواقع، في ظل الانتهاكات الحوثية اليومية للهدنة الأممية الأخيرة، من دون أن يكون هناك رد دولي على تلك الجرائم الإرهابية والتي تصنف في كثير منها على أنها جرائم حرب.
وتمكن الفريق الحكومي من استبدال ضباط الارتباط الممثلين له في غرفة العمليات المشتركة الثلاثية، التي تشارك فيها بعثة الأمم المتحدة برئاسة الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، وتتخذ من سفينة في البحر الأحمر غربي الحديدة مقرا لها.
وقال مصدر في الفريق الحكومي إن عملية تبديل ضباط الارتباط تأخرت لأكثر من شهرين، مؤكدا أنه كان يفترض تبديل ضباط الارتباط قبل تحديد وتثبيت نقاط المراقبة ونشر ضباط الارتباط في النقاط الخمس.
وأرجع المصدر تأخر عملية التبديل، إلى تعنت مليشيا الحوثي في تأخير هذه الخطوة دون أي مبررات، وكشف عن تعمد مليشيا الحوثي منع تنفيذ عملية التبديل عبر البر والمنافذ البرية الخاضعة.
فيما حذر رئيس اللجنة الأممية لإعادة تنسيق الانتشار في محافظة الحُديدة ، الجنرال أبهجيت جوها، في بيان اليوم الأحد، من ارتكاب أي أعمال عدائية تتعارض مع اتفاق "ستوكهولم" بين حكومة الشرعية ومليشيا الحوثي.
واعتبر البيان، أن "تدشين خمس نقاط مراقبة على خطوط القتال الأمامية في مدينة الحُديدة، ساهم في خفض ملحوظ في مستوى العنف على الأرض"، وكشف عن تقارير رصدت تحصينات جديدة وتحريك قوات واستخدام طائرات مُسيرة، مؤكدا أنها تتنافى مع اتفاق الطرفين بوقف إطلاق النار.
ويعد هذا البيان، الثاني من نوعه في غضون ثلاثة أيام، حيث سبق أن دعا الجنرال أبهجيت جوها، في بيان سابق جميع الأطراف إلى الالتزام بوقفِ إطلاق النار في محافظة الحُديدة طبقا لاتفاقية ستوكهولم، لكن من دون أن يكون لبياناته صدى على أرض الواقع، وهو ما يترجم قلة الحيلة الأممية إزاء جرائم المليشيات الحوثية.