ملامح الدور القطري الخفي لإفشال اتفاق الرياض

الاثنين 11 نوفمبر 2019 20:00:00
ملامح الدور القطري الخفي لإفشال اتفاق الرياض

رأي المشهد العربي

منذ أن وقعت حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي على اتفاق الرياض بصيغته النهائية، الثلاثاء الماضي، لم تنطق قطر بكلمة واحدة مؤيدة للاتفاق، لأنها تدرك أنه موجه بالأساس إلى المعسكر الذي تنتمي إليه بجانب طهران والمليشيات الحوثية، وبالتالي فإنها تسعى جاهدة لإجهاض الاتفاق بأساليبها السرية والملتوية بعيداً عن المواقف السياسية العلنية.

حينما دعت المملكة العربية السعودية الشرعية والانتقالي إلى الحوار في جدة، بدأت قطر مباشرة في تفعيل أدوار أذرعها داخل الشرعية لإفشال الاتفاق، وظهر ذلك من خلال هروب كلاً من الميسري والجبواني إلى العاصمة العمانية مسقط، وجرت لقاءات غلبت عليها السرية بين الهاربين ومليشيات الحوثي الانقلابية برعاية قطرية، في خطوة استهدفت إعاقة التحالف العربي عن الوصول إلى اتفاق من الأساس.

ولعل ذلك ما وضح من خلال تراجع الشرعية عن توقيع الاتفاقية بصيغتها النهائية أكثر من مرة وتسبب ذلك في تأجيل التوقيع النهائي على الاتفاق، وحاولت قطر عبر أذرعها الإعلامية إيهام الرأي العام الدولي بأن المملكة العربية السعودية غير قادرة على لملمة صفوف الشرعية، ودفعت باتجاه نشر العديد من الشائعات التي استهدفت الاتفاق وكان مأمولاً أن يكون هناك انسحاب جنوبي من المفاوضات أو على الأقل وجود فوضى في الجنوب تقوض الوصول إلى الاتفاق.

ولكن ما إن نجح التحالف العربي في التوصل إلى الاتفاق، فإن الاستراتيجية القطرية للتعامل مع الوضع الجديد ستختلف بالتأكيد، وبعد أن كانت تركز على أذرعها داخل الشرعية لتفتيت جهود التحالف نحو إنهاء الانقلاب الحوثي، ستصبح تحركاتها على مستويات شعبية بعد خروج متوقع للعناصر المعروفة بولائها إلى نظام الحمدين، مما سيجعلها تفقد التأثير الرسمي وبالتالي فإن ذلك سيؤثر كثيراً على مدى قدرتها على التحرك، في ظل التواجد القوي للتحالف العربي والمملكة العربية السعودية التي ستركز كل جهودها على تنفيذ بنود الاتفاق على أرض الواقع.

تسعى قطر لاستغلال المرحلة الحالية التي يتواجد فيها قيادات تابعين للإصلاح على رأس المؤسسات المحلية في محافظات الجنوب، وتدفع باتجاه شراء الذمم في محافظتي شبوة وأبين حتى يلتزمون بتفجير الأوضاع، وهو ما كشف عنه موقع " قطريلكس "، والذي أشار إلى أن الدوحة دفعت لتلك المخططات بعد أن يقنت بفشلها في عرقلة التوقيع النهائي على اتفاق الرياض.

وأشارت المعلومات التي نشرها "قطريلكس" عن تميم بن حمد، إلى أنه قرر تنفيذ مخطط لإفشال اتفاق الرياض عبر إرسال 20 مليون يورو إلى شخصيات معروفة بولائها للإصلاح في محافظات الجنوب، وأن هذا المخطط قام برعايته عدد من ضباط تنظيم الحمدين الذين سافروا سرًّا إلى محافظتي شبوة ومأرب، وعقدوا لقاءات ثنائية مع مسؤولين هناك للاتفاق على كافة تفاصيل إفشال اتفاق الرياض.