الحرب الحوثية والحرمان من المياه.. موتى على قيد الحياة
انضمت المياه النظيفة وصعوبة الحصول عليها إلى قائمة الفظائع البشعة الناجمة عن الحرب الحوثية العبثية المستمرة منذ صيف 2014.
فبحسب منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، فإنّ نحو 55% من سكان اليمن، ليس لديهم إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، بحسب تغريدة لها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
هذا ليس الإعلان الأول الذي يكشف عن هول المأساة "المائية" في اليمن، فكثيرًا من التقارير الدولية كشفت عن حجم الأضرار المروعة التي طالت السكان جرَّاء هذا الخطر الفتاك.
ففي نهاية أكتوبر الماضي، أعلنت منظمة "أوكسفام" للإغاثة الدولية، أنَّ 15 مليون شخص يعانون من انقطاع حاد لإمدادات المياه، ما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض قاتلة.
وقالت المنظمة - في بيان: "يواجه اليمنيون انقطاعًا شديدًا في إمدادات المياه، ما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض قاتلة مثل الكوليرا، وذلك بسبب أزمة الوقود الحالية، حسبما أظهره تحليل أجرته وكالات الإغاثة، بما في ذلك أوكسفام".
وأضاف البيان: "اضطر 11 مليون شخص يعتمدون على المياه التي توفرها شبكات المياه المحلية، بالإضافة إلى 4 ملايين شخص آخرين يعتمدون على المياه التي تنقلها الشاحنات، إلى خفض استهلاكهم اليومي بشكل كبير منذ ارتفاع أسعار الوقود في سبتمبر الماضي".
وأوضحت المنظمة أنّ اضطرار خفض الاستهلاك يجري حاليا في ثلاث مناطق رئيسية، هي إب وذمار والمحويت، فيما أُجبرت شبكات المياه المركزية على الإغلاق التام.
وأشار البيان إلى أنّ "أوكسفام" اضطرت إلى قطع المياه التي توفرها عبر الشاحنات عن آلاف المستفيدين بسبب زيادة أسعار الوقود، فيما تعمل شبكات المياه التي بنتها المنظمة، التي تزود ربع مليون شخص، بنحو 50% فقط من طاقتها.
ونقل البيان عن محسن صدّيقي، مدير مكتب "أوكسفام" في اليمن، قوله إنّ أزمة الوقود تؤثر على كافة مجالات حياة الناس، ولكنها ليست أكثر أهمية من نقص المياه النظيفة بالنسبة للملايين من اليمنيين الذين يصارعون الجوع والمرض بشكل حقيقي للبقاء على قيد الحياة.
في المقابل، لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دورًا إنسانيًّا خالدًا في دعم قطاع المياه، عبر سلسلة طويلة من الأعمال الإغاثية.
وقد ساهمت الجهود الإماراتية في إنقاذ قطاعات حيوية من الانهيار في عدد من المناطق، ومن بينها مناطق بالساحل الغربي، حيث كان للإمارات دور أساسي في تأمين مياه الشرب لعشرات الآلاف من السكان هناك، وذلك في وقت تطلق فيه منظمات دولية صفارة الإنذار بشأن أزمة مياه، ترتقي إلى مستوى كارثة تطال آثارها ما يقارب نصف السكان.
وحقّقت الإمارات، عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر، إنجازات ملموسة في تأمين مياه الشرب بالساحل الغربي عبر تنفيذها 31 مشروعًا ما بين مشروعات استراتيجية مركزية ومشروعات متوسطة وأخرى محدودة يستفيد منها 155 ألفًا و678 نسمة موزعة حسب الاحتياج والكثافة السكانية لتأمين الحياة، وتعزيز الاستقرار على طول امتداد الساحل الغربي، وذلك في إطار عملية تطبيع الحياة في المحافظات والمديريات والمناطق المحررة، لاسيما في ظل تعطل مؤسسات الدولة اليمنية وانسداد الأفق جراء اعتداءات مليشيا الحوثي.