الحوثيون والأطفال والمولد النبوي.. وقود بشرية في جبهات المليشيات
لم تُفوِّت مليشيا الحوثي ذكرى المولد النبوي الشريف دون أن تمارس إرهابها المميت، مستغلةً هذا الحدث للتوسُّع في تجنيد عناصر جديدة إلى صفوفها، لا سيَّما من الأطفال.
مصادر محلية قالت إنَّ ما تُسمى لجنة المناسبات والفعاليات التابعة للمليشيات أقامت عدة مراكز لاستقبال الأطفال والمواطنين وتجنيدهم في صفوفها في ميدان السبعين الذي احتضن فعالية المولد النبوي.
وأضافت المصادر أنّ اللجنة تقوم بترغيب المواطنين وبخاصةً الشباب وصغار السن لتسجيل أسمائهم في دوراتها الثقافية والعسكرية بهدف الزج بهم في معاركها العبثية.
اللجنة الحوثية، بحسب المصادر، وزَّعت منشورات تحث المواطنين الذين شاركوا في فعالية "المولد النبوي" دخول دوراتها الثقافية والعسكرية والتجنيد والنفير نحو ميادين التدريب والتأهيل لإرسالهم الى جبهات القتال.
واستغلالًا لذكرى المولد النبوي أيضًا، عقدت مليشيا الحوثي لقاءً موسعًا، مع خطباء المساجد التابعين لها في محافظة صعدة، بمناسبة هذه الذكرى لمطالبتهم بالقيام بدورهم في حث السكان على إرسال أبنائهم إلى الجبهات.
وشدّدت المليشيات خلال اجتماعها، على أهمية إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف وأن تكون مناسبة لدعم الجبهات بالمال والرجال.
ويمثل تجنيد الأطفال أحد أهم الطرق التي تعزِّز بها المليشيات جبهاتها، وقد كشفت إحصاءات رسمية أنّ الحوثيين جنَّدوا نحو 30 ألف طفل لإشراكهم في المواجهات الدائرة خلال الحرب العبثية التي أشعلتها في صيف 2014.
وفي الفترة الأخيرة، عملت المليشيات على استقطاب المئات من شريحة الشباب والأطفال من فئة المهمشين، حيث نفّذ مشرفو الحوثي نزولًا ميدانيًّا لعددٍ من تجمعات الفئة المهمشة في صنعاء، بهدف الضغط على الأسر، وإجبارها على إخضاع أبنائها من الأطفال والمراهقين لدورات ثقافية طائفية، تمهيدًا للزج بهم في جبهات القتال.
وأجرت القيادات الحوثية زيارات لتجمعات المهمشين في مواقع عدة، من بينها تجمع سعوان شرق صنعاء، وتجمع الخرائب في منطقة مذبح، ومحوى منطقة المحروقات في منطقة عصر غرب المدنية، وتجمعي الرماح والربوعي في منطقة الحصبة في شمالها.
وفي نهاية 2018، اعترفت المليشيات بأنّها جنّدت أكثر من 18 ألف شخص، وقد جاء ذلك على لسان قيادي حوثي كبير تحدّث لوكالة "أسوشييتد برس" التي قالت بدورها إنّ هذا الرقم أعلى من أي رقم تم الإبلاغ عنه سابقًا، حيث تمكنت الأمم المتحدة من التحقق من 2721 طفلاً تم تجنيدهم للقتال.
ونقلت الوكالة شهادات عن بعض الأطفال الذين أكدوا أنهم انضموا إلى الحوثيين وذلك بسبب الوعود بالمال أو بالفرصة لحمل السلاح، بينما آخرون وصفوا بأنهم مجبرون على خدمة الحوثيين وتم اختطافهم من المدارس أو المنازل أو أكرهوا على الانضمام مقابل إطلاق سراح أحد أفراد العائلة من المعتقل.
وأكد أطفالٌ وآباءٌ ومربون وأخصائيون اجتماعيون أن سياسة الحوثيين تجاه تجنيد الأطفال "حملة عدوانية تستهدف الأطفال، وليست دائمًا طوعية بالكامل".
وأوضحت الوكالة أنَّ المسؤولين الحوثيين يستغلون وصولهم إلى هيئة السجل المدني والسجلات الأخرى لجمع البيانات التي تسمح لهم بتضييق نطاق قائمتهم المستهدفة من الأسر الأكثر احتياجًا في القرى ومعسكرات النازحين، وأولئك الأكثر احتمالاً لقبول عروض نقدية مقابل التجنيد.