ندرة أسطوانات الطهي.. المليشيات الحوثية تعيد السكان إلى زمن الحطب
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، استطاع هذا الفصيل الإرهابي أن يفتعل الكثير من الأزمات التي تُكبِّد السكان في المناطق الخاضعة لها أعباء حياتية لا تطاق.
ففي محافظة ذمار، يعاني السكان أوضاعًا إنسانية بشعة جرَّاء ندرة أسطوانات غاز الطهي المنزلي، التي توِّفرها المليشيات الحوثية في السوق السوداء فقط وبأسعار مرتفعة.
وبحسب مصادر محلية، فقد وضعت السلطات المحلية آلية لتوزيع أسطوانات الغاز بهدف إنهاء الأزمة، يتم خلالها تسجيل أسماء جميع الأسر في كشوف عبر عقال الأحياء، لكن الأزمة تفاقمت، إذ يجب على كل أسرة الانتظار نحو 60 يومًا للحصول أسطوانة واحدة.
وأسطوانات الغاز متوفرة في السوق السوداء، لكن بأكثر من ضعفيّ سعرها الأصلي، إذ يبلغ ثمنها 9 آلاف ريال، في حين أن سعرها الأصلي 2500 ريال، وفق سكان.
إزاء هذه الحالة المروِّعة، فقد اضطر الكثير من السكان إلى الاعتماد على الحطب لطهي الطعام جرّاء عدم توفُّر الغاز المنزلي، في ظل عدم قدرة السكان على شراء الأسطوانات من السوق السوداء.
وكانت المليشيات الحوثية قد استغلت حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، ولجأت إلى حيلتها المعتادة حيث افتعلت أزمةً في الغاز المنزلي، ثم بدأت في ابتزاز السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
مصادر مطلعة كشفت لـ"المشهد العربي" - في وقتٍ سابق - أنّ المليشيات الحوثية عملت على ابتزاز السكان من خلال إجبارهم على حضور فعالية المولد النبوي، مقابل حصولهم على الغاز المنزلي.
وأفادت مصادر أخرى بأنّ مشرفين حوثيين أقرُّوا خلال اجتماع جمعهم مع عقال الحارات المسؤولين عن توزيع غاز الطهي، قبل أيام، إخضاع توزيع أسطوانات الغاز لاشتراطات تعسفية.
ومن هذه الاشتراطات، اقتصار بيع أسطوانات الغاز على من يحضر فعالية المولد النبوي التي تعتزم الميليشيات إقامتها في صنعاء؛ حيث سيتمكن المواطن الذي يلتزم بحضور الاحتفالية الحوثية من شراء أسطوانة غاز دون غيره.
وتقول المصادر إنّ المليشيات أجبرت كل عاقل حارة موكل ببيع مادة الغاز على إضافة مبلغ 300 ريال على كل أسطوانة غاز يتم بيعها للمواطنين.