إننا على الدرب سائرون وعلى العهد باقون ..!!

دائماً الشعوب المظلومة والتي تتعرض للاضطهاد من دولة أخرى إستعمارية وتنفذ سياسة حقيرة وبليدة تعمل من خلالها على نهب الثروات وإقصاء وتهميش لصاحب الأرض وإخضاعه بالقوة وبالحديد والنار وتعرضت كثير من الشعوب العربية للإستعمار الأوروبي الذي فرض هيمنته على الشعوب المستعمرة حينها وفق سياسة استعمارية خبيثة استطاع من خلالها فرض أجندته الإستعمارية القذرة وهو مادفع الشعوب العربية الواقعة تحت نير القوى الاستعمارية الى اعلان الكفاح المسلح لتغيير الواقع المفروض على هذه الشعوب والتفت الجماهير وراء حركات التحرير التي حملت على عاتقها مهمة الدفاع عن شعوبها التي تعرضت للاضطهاد الممنهج ونهب للثروات وقدمت هذه البلدان آلاف الشهداء والجرحى في سبيل التخلص من الإستعمار.

والجنوب العربي كان واحد من هذه الدول التي تعرضت للاحتلال البريطاني وتمكن الجنوبيين من طرد البريطانيين بقوة السلاح والإستبسال الذي سطره أبناء الجنوب في سبيل التحرر وكانت واحدة من أهم الثورات العربية التي غيرت مجرى التأريخ الحديث بعد الثورة الجزائرية التي قدم من خلالها الجزائريون أكثر من مليون شهيد فداءً لتحرير الارض والانسان من أسوأ استعمار عرفته الجزائر في تاريخها الا ان الجزائريون تمكنوا من تطهير بلادهم رغم فارق الامكانيات الا انها الارادة أحياناً تصنع المستحيل حيث اصبح اليوم كفاح الشعب الجزائري يدرس في مناهج الدراسة لانهم ابتكروا وسائل جديدة في التعامل مع المستعمر الفرنسي التي اجبرته على الخروج وهو يجر ذيول الهزيمة وراءه دون رجعة.

هاهو الجنوب العربي يشرب مرة اخرى من كأس الاستعمار وان كان هذه المرة الاستعمار من نوع آخر لانه يحمل السبغة العربية وآثاره ونتائجة أكثر قساوة وبشاعة من الاستعمار البريطاني الذي حول عدن الى جنة وجعلها من أفضل المدن على مستوى العالم حينها .

بينما من جاء دهاليز الجهل والتخلف المقيد بقيود القبيلة العمياء التي لاترى الا الفيد والغنيمة وهذه سابقة في تاريخ الجنوب انه يقع تحت حكم الغجر من اليمنيين الهمج الذين ساهموا في تحويله الى غنيمة حرب وأحرقوا كل شئ جميل فيه ليأتوا بأغرب الأشياء التي لم يعرف لها مثيل في جنوبنا لا من قريب ولامن بعيد فنشروا الفساد أعلى المستويات والخراب في كل ركن وزاوية هذا هو ديدنهم الذي أرادوا تنفيذه على ارض الجنوب الطاهرة وحطموها بمعاول الهدم التي ساقوها من جبال صنعاء وعمران وصعدة حيث الجهل أسس له مكان.

لكن ذلك ساق الجنوبيين الى العودة مرة أخرى الى التفكير في إيجاد وسيلة لاخراج جحافل الفيد والغنائم المتوحشة التي سطت وغنمت وأعاثت في الارض التدمير بأنواعه المختلفة التي تجرعها ابناء الجنوب وفعلاً هذا الوضع دفعهم الى اعلان المواجهة مع هذا المستعمر الجديد منذ أول يوم قدم فيه هذا الاحتلال ليدنس ارض الجنوب الطاهرة واخذ النضال أشكال متعددة وأهمها النضال السلمي رمز الثورة الجنوبية التي بدأت شرارتها في 7/7/2007م لتحرق أقدام المحتلين ناهبي الثروات وأستطاعت إيقاض قوى الشر من مضاجعها التي استخدمت كل ماتملك من قوة ضد شعب الجنوب المسالم الذي واجه همجية نظام صنعاء بصدور عارية قاومت بطش المحتل وأربكت حساباتهم ومخططاتهم التي اعدوها لاخماد الثورة التي انتشرت كالنار في الهشيم ووصلت الى كل قرية ومدينة ومنطقة وقدم شعبنا آلاف الشهداء والجرحى الذين قدموا أراوحهم الزكية فداء.ًا للوطن .

وهذه الدماء التي سالت من اجل التحرير وليس من اجل مشاريع منقوصة خدمة للمشاريع اليمنية التي تريد الهيمنة على مقدرات الجنوب وبفضل دماء شهداءنا الابرار انتصرت قضيتنا وواصلت طريقها الى اعلى المستويات وخرجت من الإطار المحلي الى المستوى الاقليمي والدولي.

اليوم يحاول أعداء الجنوب ومرتزقتهم خلق البلبلة ومطبات أمام اتفاقية الرياض بخلق الذرائع التي لم تجدي نفعاً وبعد الضربة الموجعة التي تلقتها الشرعية وأقزامها الفاشلة الاي تحاول تعكير صفو فرحة الشعب في الجنوب ومن الشائعات التي يتغنون بها هذه الايام حكاية انزال العلم من على المرافق والمؤسسات الحكومية في قنواتهم الفاشلة واعلامهم الساقط محاولين خلق شرخ مابين المملكه السعودية والمجلس الانتقالي عبر ذريعة العلم الجنوبي الذي ارتفع على ظهور شهداءنا ولن يستطيع احد انزاله مهما كان موقعه ولو ملك قوة الارض فلن يستطع اتزال علم الجنوب بعد اليوم لانه وراءه جيش قوي وقيادة شجاعة لاتهاب الموت وحامل سياسي استطاع ان يصنع ما كان بالأمس مستحيل ليصبح حقيقة وشعب جبار لايقهر ابداً ومستعد لاي طارئ قد يعيق مستقبله في تحرير ارضه.

المعارضون لاتفاقية الرياض باتوا بين مطرق تنفيذ الاتفاق وسندان التحالف فيما اذا رفضوا الانصياع لبنود الاتفاق وبين هذا وذاك لن يفرض المجلس الانتقالي وشعب الجنوب بدماء الشهداء مهما كانت الاسباب وتحت اي مبرر وهذا عهد قطعه شعبنا ولن يتخلى عنه وفد اثبتت الاحداث الأخيرة ذلك فقد دافعنا عن قضيتنا ونحن مجردين من السلاح وواجهنا حماقات المحتلين وعندما حاولوا مرة اخرى ضم الجنوب وغزوه بقوة السلاح واجه الجنوبيين هذاوالغزو الهمجي وكسروا شوكة في فترة قصيرة لمواصلة العهد الذي قطعه الشعب لشهداءنا الابرار فقد اصبحنا اليوم في موقف قوي واكثر قوة مما كنا عليه قبل بضع سنين.

ولا خوف على مستفبل بلدنا مادام هناك المجلس الانتقالي موجود فانه لن يخذلنا ويستمر على العهد حتى تحقيق حلم الشعب وهذا أمراً بات واقع لا مناص منه فعلى العهد سنظل على الدرب سائرون وعلى العهد باقون والايام ستثبت ذلك.