هل ينتفض أهالي صنعاء ضد المليشيات الحوثية؟

الجمعة 15 نوفمبر 2019 20:00:00
هل ينتفض أهالي صنعاء ضد المليشيات الحوثية؟

رأي المشهد العربي

على غرار ما يجري في العراق ولبنان ضد الحكومات المدعومة من إيران يتوقع العديد من المراقبين أن تنتقل العدوى إلى اليمن ليكون هناك انتفاضة مماثلة ضد المليشيات الحوثية في صنعاء، غير أن ذلك لا يبدو واضحاً حتى الآن، في ظل القمع والإرهاب الحوثي والذي أنهك القوى الاجتماعية في اليمن.

ليس بإمكان أي شخص أن يجزم بإمكانية حدوث انتفاضة ضد المليشيات الحوثية، ولكن هناك جملة من العوامل التي تدفع باتجاه الثورة أكثر من أي وقت مضى، بالرغم من أن العناصر الانقلابية عملت منذ بدء مظاهرات العراق ولبنان قبل شهر تقريباً على تحويل صنعاء إلى معسكر أمني، فيما يغيب عن الجانب الآخر القوى السياسية التي من المفترض أن تقود هذا الحراك.

الانتفاضات التي وقعت في العراق ولبنان لم يكن يقودها قوى سياسية بعد أن أضحت هي الأخرى فاسدة ومتحالفة مع الحكومات الإيرانية، وهو ما يعد محفزاً إضافياً للقوى الشعبية في صنعاء والتي بإمكانها أن تهز أركان الحكومة الحوثية غير المعترف بها دولياً، تحديداً وأن انتقال عدوى التظاهر بين الشعوب أصبحت سهلة للغاية في ظل المتابعة اللحظية لما يجري في أي بلد عن مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة.

تكرار نفس الأزمات وتطابقها بين العراق ولبنان واليمن، حيث أن الطائفية الإيرانية هي الطاغية في ظل أوضاع اقتصادية مزرية يعد أحد العوامل التي تشير إلى احتمالية اندلاع مظاهرات مماثلة في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وهو أمر سيدفع المواطنين اليمنيين حتما للانتفاض سواء كان ذلك في الوقت الحالي أو في أي وقت مستقبلاً، لأنه ليس بإمكان أحد أن يتحمل كل هذه الكوارث في ظل وجود أجيال صاعدة تؤمن بأن التظاهر هو السبيل الوحيد لاستعادة كرامتها من الحكومات الفاسدة.

ولكن على الجانب الآخر فإن الحالة اليمنية لها خصوصية مختلفة عن العراق ولبنان، إذ أن المواطنين في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، يدركون أنهم أمام انقلاب عسكري، وأن استعادة الشرعية لا يمكن أن تكون سوى عن طريق حلول عسكرية مماثلة، وبالتالي فإن نزولهم للساحات سيجعلهم مكشوفين أمام آلة عسكرية حوثية لا تتردد في قصف المواطنين بشكل عشوائي.

وهو أمر أدركه التحالف العربي جيداً بعد أن سعى بشتى السبل أن يلملم شمل معسكر الشرعية وتوجيه الجهود العسكرية نحو المليشيات المدعومة من إيران لإنهاء انقلابها على السلطة، بجانب أن إنهاء الهيمنة الإيرانية في اليمن يتطلب إجهاض مؤامرات القوى السياسية المتحالفة معها، وعلى رأسها مليشيات الإصلاح الإرهابية.