مقتل قيادي سري.. تشكيكٌ في الرواية الحوثية وفضحٌ لتفاقم الصراعات

الجمعة 15 نوفمبر 2019 20:43:55
مقتل "قيادي سري".. تشكيكٌ في الرواية الحوثية وفضحٌ لتفاقم الصراعات

شكّل مقتل قيادي بارز في المليشيات الحوثية، تطورًا نوعيًّا في صراعات الأجنحة التي تضرب هذا المعسكر الإرهابي المدعوم من إيران.

القيادي المدعو عصام أحمد ناصر الطيب قُتِلَ في أحد شوارع صنعاء قبل أيام, وأنّ المليشيات أبلغت أسرته أنه قتل على يد شقيقه المصاب بحالة نفسية.

إلا أنّ مصادر "المشهد العربي" شكّكت المصادر في هذه الرواية، وقالت إنَّ القيادي الحوثي المدعو الطيب تمَّت تصفيته من قبل قوى نافذة في المليشيات, بعد تحقيقات له في قضايا فساد كبيرة, في صفقات شراء السلاح واستقطاب المقاتلين والتغذية الخاصة بالجبهات.

المصادر أشارت إلى أنَّ القيادي الصريع عصام الطيب يعد من القيادات السرية للحوثيين, وكان يعمل مسؤولًا للتحقيقات في جهاز الأمن الوقائي, وهو جهاز المخابرات السري للمليشيات.

ويُلاحظ في الفترة الأخيرة، تصاعد حدة الخلافات والاشتباكات التي تحدث داخل المعسكر الحوثي، ما يكشف عن وهن كبير في هذا المعسكر، والتي تندلع في أغلب الأسباب إثر خلافات على أموال أو نفوذ.

هذان السببان وهما "الأموال والنفوذ" أشعلا - قبل أيام - مواجهات محتدمة بين قيادات حوثية في محافظة إب، أسفرت عن إصابة سبعة مسلحين على الأقل في مواجهات وكمائن، إثر خلافات بين مشرفي المليشيات في مديريتي العدين وحزم العدين.

الخلافات نشبت بين مشرف الحوثيين بمديرية حزم العدين مناع الشعوري، المكنى "أبو فارس"، وبين مشرف مديرية العدين شاكر الشبيبي، المكنى "أبو بشار الشبيبي"، على تبعية النقاط الممتدة على طول الخط الرابط بين المديريتين وعوائدها، تطورت إلى مواجهات مسلحة.

واندلعت المواجهات بين الجانبين في حاجز تفتيش للمليشيات بمنطقة بني عبدالسلام، التابعة لمديرية حزم العدين، بعد أن أقدم الشعوري على تغيير عناصر النقاط المسلحة، فأصيب اثنان من أنصار الشبيبي، بينهم مسلح يدعى إبراهيم القعباني.

وبعد الحادثة، نصب عناصر الشبيبي كمينًا مسلحًا لآخرين تابعين للشعوري، أسفر عن جرح خمسة مسلحين، بينهم سمير الشعوري، ورهيب الشعوري، وضيف الله الرهمي.

وأشارت المصادر إلى تسابق الطرفين للسيطرة على نقاط الخط الرابط بين المديريتين وتحويلها إلى مصادر دخل من خلال فرض إتاوات مالية على التجار والمواطنين.

الاقتتال الحوثي - الحوثي أمرٌ ليس بالغريب على "إب" تحديدًا، فالمحافظة شهدت قبل بضعة أيام تصاعدًا في صراعات الأجنحة بين المليشيات، حيث قتل قياديان حوثيان في مديرية المخادر شمالي محافظة إب، وأصيب آخرون برصاص مسلحين حوثيين.

تفاصيل الواقعة تعود إلى إطلاق مسلحين حوثيين وابلًا من الرصاص على مشرف المليشيات في مدينة الدليل بمديرية المخادر المدعو سعد محروق والقيادي الحوثي أمين حسان الشبيبي، المعين من قبل المليشيات ضابط المباحث في إدارة أمن المخادر، ما أدّى إلى مقتلهما وإصابة آخرين.

وأطلق أحد المسلحين الرصاص في الهواء حيث كان القيادي الحوثي "محروق" في السوق وحدث هرج أثناء إطلاق النار وانشغال الناس بالحادث الذي كان مقصودًا، فيما كان مسلح آخر ملثم يصوب بندقيته على رأس القيادي الحوثي ليسقط قتيلًا على الفور، وأصيب القيادي الحوثي الشبيبي إصابة بالغة نقل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج لكنه فارق الحياة بعد وصوله للمستسقى.

وفي يونيو الماضي، شهدت المحافظة مواجهات دموية أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر المليشيات، بينهم القيادي الحوثي إسماعيل عبدالقادر سفيان الذي عيّنته المليشيات وكيلًا للمحافظة، حيث سقط قتيلًا في تلك المواجهات.

وبين حينٍ وآخر، يتم الكشف عن صراعات أجنحة داخل المعسكر الحوثي، وكثيرًا ما تحدث اشتباكاتٌ مسلحة، وتكون في الأغلب صراعًا على مراكز النفوذ والسلطة أو الاستحواذ على ما جمع من أموال الجبايات والإتاوات المنهوبة، ففي الأيام الأخيرة، ازدادت حدة الخلافات والصراعات بين قيادات المليشيات؛ جرّاء اتهامات متبادلة بالوقوف وراء عمليات نهب لذخائر وأسلحة متنوعة، والاتجار بها في السوق السوداء.

ومؤخرًا، أخذ الصراع الحوثي في صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسلطة الانقلابيين أشكالاً جديدة ومناحي عدة، وبخاصةً بين ما يسمى جناح صنعاء والمحافظات الأخرى من جهة، وجناح المشرفين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة.

ومعظم الصراعات التي برزت بشكل واضح داخل صفوف الحركة الحوثية هي إمّا صراعات على أموال جمعت بطريقة غير قانونية وإما صراعات على الهيمنة والنفوذ والسلطة لجهة تقاطع مصالح القيادات، وتناقض أهدافها، وعدم وجود رؤية موحدة تجمعها.