الإصلاح يواصل تقديم الهدايا الثمينة للمليشيات الحوثية
رأي المشهد العربي
تسعى مليشيات الإصلاح بكل ما أوتيت من قوة على تقديم هدايا جديدة للمليشيات الحوثية باعتبار أن خيانة الإخوان في شمال الضالع والعاصمة عدن وصنعاء والساحل الغربي وحجة لم تكن كافية لإنقاذ العناصر الانقلابية، وبالتالي فهو تسعى لتقديم المزيد من خلال محاولات إفشال تنفيذ بنود اتفاق الرياض، ومن ثم استمرار الأوضاع على ما هي عليه الآن.
الأيام الماضية كانت شاهدة على جملة من الوقائع التي تبرهن على أن الإصلاح لا يبحث عن مكاسب شخصية بحته بالنسبة إليه بقدر سعيه إلى إنقاذ المليشيات الحوثية والتي تجد نفسها محاصرة بين اضطرابات موسعة تشهدها إيران وأذرعها في المنطقة العربية، وعلى الجانب الآخر تنتظر أن يخنقها اتفاق الرياض الذي يهدف بالأساس إلى لملمة معسكر الشرعية وتوجيه كافة الدعم لإنهاء الانقلاب الحوثي.
الهدايا الإصلاحية بدأت بتحركات فردية من المدعوين الميسري والجبواني في محافظة المهرة، وذلك في محاولة لفتح جبهة جديدة لم تكن ضمن الجبهات التقليدية في الجنوب وتكون تلك الجبهة موجهة بشكل عام ضد المملكة العربية السعودية التي رعت اتفاق الرياض وصممت على التوصل إليه، وبالتالي فإن المخطط القطري الذي جرى التجهيز له في سلطة عمان أضحى أقرب للواقع بعد صرف أموال طائلة هدفت إلى زعزعة استقرار المحافظة.
انتقلت التحركات الفردية وأخذت في التوسع لتشمل نشر وتوزيع عشرات الفرق المسلحة في مناطق متفرقة منها تعز وشبوة وذلك بهدف إثارة الفوضى وممارسة الأعمال الإرهابية واستعان الإصلاح ببعض المجاميع الإرهابية التي دمجها داخله حتى تكون التحركات ذات صدى يؤدي إلى إمكانية تأجيل تنفيذ بنود اتفاق الرياض.
بوادر هذه التحركات ظهرت اليوم الأحد، بعد أن أعلنت المقاومة الجنوبية وقبائل مديرية حبان، التابعة لمحافظة شبوة، النفير العام، تحسبا لاختراق عناصر مليشيا الإخوان للمديرية، في اتجاه منطقة قرن السوداء، وذلك على إثر دخول قوة عسكرية تابعة لمليشيا الإخوان، إلى حبان، وتوجهت فرقة منها تشمل 20 طقما، إلى منطقة العرم.
تأتي هذه التحركات بالتوازي مع قيام عدد من وزراء الشرعية المحسوبين على الإصلاح باستغلال التوقيع على اتفاق الرياض والعودة مرة أخرى للمحافظات المحررة، وقاموا بعقد لقاءات واتخذوا جملة من القرارات جميعها صب في صالح وضع العقد في منشار الاتفاق، ولعل ما أقدم عليه وزير الأوقاف الإخواني المدعو أحمد عطية في مأرب بعد أن كثف من جولاته على معسكرات الأمن ووجه انتقادات مباشرة لقوات التحالف العربي ووصف القوات المسلحة الجنوبية بـ "المتمردين"، يعد خير دليل على ذلك.
يحاول الإصلاح إنقاذ المليشيات الحوثية وبالطبع إنفاذ نفسه، وهو ما يستوجب التعامل معه بقوة وحزم من قبل التحالف العربي والقوات المسلحة الجنوبية التي مازالت تراقب ما يجري على أرض الواقع من دون أن تقوم بأي فعل من شأنه خرق الاتفاق، الذي يتحسس خطواته الأولى وبانتظار تثبيته على أرض الواقع.