تفكيك مليشيات الشرعية يمهد الطريق لتنفيذ اتفاق الرياض
كشفت الأيام القليلة الماضية عن أن تنفيذ اتفاق الرياض في ظل وجود مليشيات الشرعية التي يهيمن عليها الإصلاح سيكون صعباً للغاية بل أنه قد يكون مستحيلاً، وهو ما يستوجب ضرورة التعامل مع تلك المليشيات وتفكيكها حتى لا تكون شوكة في ظهر التحالف العربي الذي يعمل كل ما في وسعة لتثبيت الاتفاق.
عملية التفكيك لابد أن تجري في مسارات سياسية وعسكرية سريعة حتى لا تتحول الحشود التي يجري حشدها من مأرب وتعز وشبوة إلى مليشيات انقلابية جديدة على غرار المليشيات الحوثية تحديداً وأن الطرفين يتلقيان الدعم الخارجي سواء من إيران أو قطر، وهو ما يجعل تحركاتها تأخذ أبعاداً إقليمية وليس داخلية.
ويرى مراقبون أن هيمنة الإصلاح على تلك المليشيات سيمنع تطبيق أهم بند في اتفاق الرياض والذي يرتبط بوجود قوة عسكرية واحدة في مواجهة العناصر الحوثية، الأمر الذي يدفع لجدية التفكير في مسألة التفكيك وكيفية التعامل معها.
ونشرت مليشيا الإخوان الإرهابية عناصرها، اليوم الأحد، في عدة نقاط، داخل محافظة شبوة، في خطوة تهدد مسار اتفاق الرياض، وقطعت مليشيا الإخوان طرقا رئيسيا، منها الطريق الواصل بين عتق وأبين إلى عدن، والطريق الواصل من عتق إلى عزان والمكلا.
وتواصل المليشيا الإرهابية، ممارساتها الاستفزازية للمواطنين، بدعوى البحث عن مطلوبين أمنيا، وكشف مصدر ميداني، عن انتشار مليشيا الإخوان التابعة للشرعية، بعشرات الأطقم والمصفحات، في مديرية حبان.
وأكد أن المليشيا زرعت نقاطا أمنيا، ونفذت حملة اعتقالات، وسط تعنت في السماح للمواطنين بالدخول والخروج من منازلهم إلا بإبراز بطاقة الهوية الشخصية، وأقامت المليشيا، خمسة تمركزات أمنية، في مفرق مدينة حبان القديمة، ومحطة حبان البترولية، وجول الحائط عند مطعم بوصلاح، وورشة إبراهيم مفرق رباط الشقاع، ومفرق الكورة العليا.
ومن جانبها أعلنت المقاومة الجنوبية وقبائل مديرية حبان، التابعة لمحافظة شبوة، ظهر اليوم الأحد، النفير العام، تحسبا لاختراق عناصر مليشيا الإخوان للمديرية، في اتجاه منطقة قرن السوداء.
ودخلت قوة عسكرية تابعة لمليشيا الإخوان، إلى حبان، وتوجهت فرقة منها تشمل 20 طقما، إلى منطقة العرم، ورفعت المقاومة الجنوبية درجة استعداداها وتأهبها، بالتزامن مع نشر مليشيا الإخوان في المديرية، ثلاث نقاط تفتيش، في الرمضة ومفرق مدينة حبان القديمة وجول الحاط.
وتحاول مليشيا الإخوان، في نقاط التفتيش الثلاث، عبر مكبرات الصوت، تحذير الأهالي من حمل السلاح، ومنع حيازته في نطاق المديرية بدءا من الغد، وتهدد تحركات مليشيا الإخوان الإرهابية، وحشودها، بنسف اتفاق الرياض، الذي يعول عليه في توحيد الجهود لإحلال السلام بالمنطقة.
ومن جانبها استعرضت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأحد، خلال اجتماعها الدوري الأسبوعي، الاستفزازات المتواصلة من قبل قيادات مليشيا الإخوان التابعة للشرعية، بهدف عرقلة مسار تنفيذ اتفاق الرياض.
وتطرق الاجتماع إلى محاولات مليشيا الإخوان تفجير الوضع في محافظة شبوة، وبعض محافظات الجنوب، في تحدٍ صارخ لجهود التهدئة التي يرعاها التحالف العربي، ودعا الحاضرون قيادة التحالف العربي إلى إلزام حكومة الشرعية ومليشياتها، بوقف الممارسات الاستفزازية والخروقات التي تهدف إلى عرقلة مسار تنفيذ اتفاق الرياض.
وحذروا من اضطرار المجلس الانتقالي الجنوبي إلى التصدي للاستفزازات بحزم وفقا لما تقتضيه مصلحة الجنوب، وبحث الاجتماع ترتيبات الاحتفال بذكرى الاستقلال الوطني للجنوب، وأقرت الهيئة المقترحات المقدمة من الأمانة العامة والقيادة المحلية لتنفيذها احتفالا بالمناسبة الوطنية.