التفاصيل الكاملة لهجوم البحث الجنائي بعدن وارتفاع عدد القتلى الى 23

الاثنين 6 نوفمبر 2017 02:33:18

خاص : المشهد العربي

شهدت مدينة عدن صبيحة أمس يوما داميا إثر مواجهات عنيفة اندلعت بين مسلحين يعتقد انتماؤهم لتنظيم الدولة الإسلامية " داعش " من جهة وقوات تابعة لإدارة أمن عدن من جهة ثانية استمرت لأكثر من 18 ساعة وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 23 من أفراد الأمن بينهم مدنيون .

عند الساعة السابعة والنصف من صباح يوم أمس الأحد فجر انتحاري سيارة مفخخة أمام بوابة المعسكر الخارجية لإدارة البحث الجنائي والذي يضم بالإضافة الى مبان البحث سجنين يُحتجز فيهما أكثر من 350 شخصا بالإضافة الى إدارة مكافحة المخدرات ومبنى الأدلة الجنائية ومرافق خدمية أخرى تابعة لأمن عدن .

وأدى انفجار السيارة المفخخة الى مقتل حارسين من البحث بالإضافة الى سائق السيارة المفخخة " وسمع دوي الانفجار في أرجاء المدينة .

بعدها بدقائق قدمت ثلاثُ سيارات دفع رباعي اثنتين منها نوع تيوتا على متنهما أكثر من 12 مسلحا بلباس عسكري وأسلحة وذخائر متنوعة بينها قاذفات " ار بي جي " وصواريخ لو ومتفجرات , وأسلحة رشاشة تمكنتا من التوغل الى وسط باحة المعسكر لتدور بين المهاجمين ورجال الأمن معركة عنيفة مسرحها الأبنية القريبة من بوابة البحث استمرت لأكثر من 7 دقائق احتمى خلالها المهاجمون بمبنى يحوي مكاتب إدارة البحث وغرفة العمليات ومكتب مدير البحث الجنائي ؛فيما تحصن رجالا الأمن بالبوابة الرئيسة للمعسكر ملتحمين بقوات الإسناد التي وصلت الى موقع الاشتباكات .

عند التاسعة صباحا عمد المهاجمون الى اغلاق الممر المؤدي الى مكاتب البحث بواسطة سيارة وقاموا باحتجاز جميع العمال المتواجدين بداخل المبنى بينهم عمال نظافة وضابطي بحث ومشرفة أقسام البحث الجنائي "

((نوع وطريقة الهجوم

يشيران

الى تنظيم القاعدة ))

وأمام واقعة احتجاز الرهائن انسحبت قوات الأمن الى خارج المبنى وفرضت طوقا أمنيا على منطقة الاشتباكات وأغلقت جميع المنافذ والطرقات المؤدية الى معسكر طارق الذي يتواجد بداخله مقر البحث الجنائي ومنشآت أمنية أخرى بينها عيادة طبية ومكاتب إدارة مكافحة المخدرات ويفصل بينه وكلية الطب التابعة لجامعة عدن سور حجري صغير "

تزامن الهجوم الأوّل ووصول مدير أمن عدن اللواء شلال علي شائع الى موقع الاشتباكات حيث باشر مهمة الإشراف على خطة الهجوم التي كانت تستهدف تحرير عدد غير معلوم من الرهائن المحتجزين في مبان متفرقة وسط المعسكر البالغة مساحته أكثر من 8 كلم2.

العاشرة صباحا استكملت قوات الأمن حصارها للموقع الذي يتحصّن فيه المهاجمون مع الرهائن من جميع الاتجاهات وتبادلت معهم اطلاق نار متقطع تزامن وتحليق متواصل لطائرة أباتشي تابعة للتحالف العربي فوق مسرح العمليات .

الساعة 11 ظهرا وحدة أمنية يقودها العقيد " صامد سناح " تحاول تنفيذ عملية اقتحام خاطفة للمبنى بغية تحرير الرهائن والسيطرة على الوضع الإ أن العناصر المسلحة التي كانت قد تحصنت جيدا في مبنى البحث المكون من دورين اطلقت باتجاهها قذائف " ار بي جي " ووابل من الرصاص الكثيف ما أجبرها على التراجع بعد سقوط قتيل وعدد من الجرحى من بينهم القيادي في الحراك الجنوبي العقيد " علي جرجور"

خطّة بديلة :

إزاء ذلك لجأت إدارة أمن عدن الى تغيير خطة الهجوم مستعينة بوحدات مدربة من مكافحة الإرهاب يقودها اللواء شلال شائع مدير أمن عدن حيث تمكن عناصر من الوحدة من التسلل الى مبان قريبة من إدارة البحث وتمكنوا من تطويق المباني المقابلة للبوابة التي كان يتواجد بداخلها 3 من المهاجمين يرتدي اثنان منهم حزامين ناسفين وإثناء حصار المسلحين بداخل مكتب مدير البحث بمعية الرهائن .

فجر أحد المسلحين نفسه ما أدى الى مقتل جميع الرهائن وعددهم 5 .

الخامسة عصرا وحدة مكافحة الإرهاب تتمكن من قتل 3 من المسلحين لتشرع بعد ذلك في عملية تمشيط للمباني المجاورة لإدارة البحث الجنائي بحثا عن بقية المهاجمين الذين يعتقد صلتهم بتنظيم الدولة الإسلامية " داعش "

ومع دخول ساعات الليل ارتفعت وتيرة المواجهات وسط ابنية المعسكر مخلفة المزيد من الجرحى والقتلى من الجانبين .حيث لجأ المسلحون بعدها الى تفجير أنفسهم واحدا تلو الأخر كلما ضاق عليهم الخناق .

وبحسب مصدر أمني رفيع قال للمشهد العربي : إن الهجوم كان مخططا ومنسقا الى درجة كبيرة لافتا الى أن المهاجمين عمدوا الى ترك سيارة ثالثة مفخخة بكميات كبيرة من الألغام والمتفجرات بالقرب من بوابة البحث الجنائي الخارجية بغرض تفجيرها لاحقا بجموع القوات التي يفترض أنها ستتجمع أمام بوابة المعسكر ؛ واشار المصدر الأمني الى أن رجال الأمن تنبهوا سريعا لوجود السيارة وقاموا بفصل أسلاك كانت مربوطة ببطاريات وجهاز تفجير عن بعد وتفكيك السيارة الملغمة .

عند الساعة ال 10 مساء :

تمكنت قوات الأمن من إحكام سيطرتها على المعسكر و بدأت بتمشيط المباني المجاورة حيث أكدت المعلومات وجود 2 من المهاجمين لا زالا يتحصنان في مبنى العيادة الجديدة بمعية 8 من الرهائن .

لتبدأ جولة مواجهات ليلية جديدة مع المسلحين الذين استخدما في الاشتباكات صواريخ " لو وقذائف " ار بي جي "استمرت حتى ساحة متأخرة من مساء أمس الأحد .

وبحسب الصور فقد خلفت المواجهات التي استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة دمارا واسعا في المعسكر وبيّنت ضراوة المواجهات وشراستها .

وتوقّعت الطواقم الطبية وجود ضحايا وربما مهاجمين بين ركام الأبنية الكثيرة المهدمة بفعل قوة الانفجارات خاصة تلك الناجمة عن تفجير المهاجمين انفسهم بمواد شديدة الانفجار .

وكان الرئيس هادي قد هاتف مدير أمن عدن في ساعة متأخرة من فجر اليوم معزيا في ضحايا أفراد أمن عدن الذين سقطوا في المواجهات .

قائمة بأسماء 23( شهيدا ) من عناصر الأمن سقطوا في مواجهات معسكر طارق تطابقت قائمة اسماء تم توثيقها من قبل مكتب وكيل المحافظة لشؤون الشهداء والجرحى :

1- الشهيد علي محسن جرجور

2- الشهيد محمد عوض

3- الشهيد اسامه اديب علي

4- الشهيد محسن عبدالله محسن

5- الشهيد محمد حسن

6- الشهيد سالم الجعيدي

7- الشهد محمد عبدالله السروري

8- الشهيدة إخلاص الحسني مسؤولة عمليات البحث

9- الشهيد ياسر الشعيبي

10- الشهيد أيمن صالح عمر