تشقق المليشيات المسلحة في اليمن.. هل اقتربت الأزمة من نهايتها؟

الاثنين 18 نوفمبر 2019 02:13:00
تشقق المليشيات المسلحة في اليمن.. هل اقتربت الأزمة من نهايتها؟

تواجه مليشيا الحوثي الانقلابية ونظيرتها الإصلاحية حالة من التفكك الداخلي انعكست على حوادث القتل والاشتباكات الداخلية بين عناصرها، ويعني وصول المليشيات المسلحة إلى تلك الحالة من التشقق والتشرذم على أن نهايتها قد اقتربت حتى وإن أبدت قدرتها على الصمود في وجه هذه الخلافات التي تنخر أجسادها.

ودائما ما تنشط المليشيات المسلحة في أوقات الحروب فيما تخفت أدوارها حينما تلوح الحلول السياسية في الأفق، بما يؤدي إلى قلة الدعم المقدم إليها من الجهات الإقليمية التي تراعاها انتظاراً للحسم السياسي الذي أضحى مرغوباً فيه حالياً أكثر من أي وقت مضى بسبب الاضطرابات التي تعانيها إيران وأذرعها في المنطقة، ما قد ينعكس بالسلب على قوة المليشيات الحوثية مستقبلاً.

وبالنظر إلى مليشيات الإصلاح فإن أوضاعها لا تختلف كثيراً في أعقاب التوصل إلى اتفاق الرياض وبالرغم من محاولاتها الحثيثة لإفشال الاتفاق غير أنها في النهاية ستفشل مثلما فشلت من قبل في إعاقة التوصل إليه، وأن قوة التحالف العربي الساعية نحو إنهاء الأزمة اليمنية عسكرياً أو سياسياً سيجعل من أدوراها تنحسر شيئاً فشيئاً.

واندلعت اشتباكات مسلحة بين أفراد يتبعون اللواء الرابع مشاه جبلي التابع لمحور تعز الواقع على أطراف مديرية المقاطرة والذي يقوده القيادي الإخواني ابو بكر الجبولي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين طرفي الاشتباكات.

واكد شهود عيان ان اشتباكات بالأسلحة دارت بين أفراد من اللواء الرابع مشاه جبلي التابع لمحور تعز والموالي لحزب الإصلاح في موقع الكنب على أطراف مديرية المقاطرة المحاذية لمديرية طور الباحة أدت إلى مقتل أحد الأفراد وجرح اثنين آخرين.

وبحسب المصادر فإن الاشتباكات وقعت على خلفية خصومات من الرواتب طالت عددا من الأفراد من قبل قيادات في اللواء وتطور الأمر الى مشادات واشتباكات بالأسلحة نتج عنها مقتل أحد أفراد اللواء وجرح اثنين آخرين احدهما شقيق قائد اللواء.

وفي المقابل أقدم أحد قادة الفصائل المُسلَّحة التابعة للمليشيات الحُوثية على قتل عنصرين يعملان تحت قيادته وجرح عدد آخر من العناصر رفضوا الإذعان لأوامره في التوجه إلى جبهات القتال المشتعلة شمال غربي الضالع.

وقالت مصادر خاصة لـ ”لمركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي“ إنَّ النزاع بدأ عندما رفضت مجموعة من العناصر والذين يعودون إلى منطقة ”القَفر“ بمحافظة إب أوامر قائدهم والذي يعود إلى محافظة ”صعدة“ بالتوجه باتّجاه جبهة الفاخر إلَّا برفقته، محتجين أن هناك تمييز وأن المشرفين يزجون بأبناء ”القفر“ إلى حتفهم ويحافظون على أنفسهم، ما دفع هذا القائد إلى فتح النار مباشرة باتّجاه المجموعة ليسقط قتيلين وعدد من الجرحى.

وأوضحت المصادر أن الكثير من العناصر التابعة للمليشيات والتي تعود أصولهم إلى منطقة ”القفر“ عند سماعهم بهذه الحادثة، قام أغلبيتهم بالانسحاب باتّجاه محافظة إب، ما أرغم المليشيات إلى نصب أكثر من عشر نقاط أمنية للقبض على الفارين وإلزامهم بالعودة إلى الجبهة.

يُذكر أن هذه الحادثة قد أعقبتها حادثة أخرى مشابهة حدثت قبل أسبوعين في بلدة ”عَزَاب“ جنوبي منطقة العود، حيث تشاجر عدد من العناصر مع قائدهم لنفس السبب وذلك لرفضهم الذهاب إلى الجبهة إلَّا بقائدهم، وقد وصل الأمر إلى إشهار السلاح ، إلَّا أنَّ ”المشرف العام“ لتلك الفصائل تدخل وفصل بهذا النزاع، وكان ذلك عند أحد السدود المائية المشهورة ببلدة عزاب حيث يتم تجميع العناصر قبل توزيعهم على الجبهات، أمام مرأى ومسمع عدد من أهالي البلدة.

وتعم حالة من الفوضى والتخبط ترافقها العديد من الإشكالات المتتالية والمماثلة داخل صفوف المليشيات الحُوثية بسبب ماتتعرض له من خسائر كبيرة في جبهات الضالع منذُ بداية اندلاع المواجهات، والتي جعلت الكثير من العناصر التابعة للمليشيات الحُوثية -خصوصاً الغير عقائدية- تتخوف من هذه الجبهة وترفض الالتحاق بها، وهو الأمر الذي دفع بالمليشيات إلى إلزام أهالي المناطق التي تقع تحت سيطرتها مثل العود والحشاء بمدهم بالمقاتلين بمختلف الوسائل.