هل أعلنت المليشيات الإخوانية حربًا مفتوحة على الجنوب؟

الاثنين 18 نوفمبر 2019 20:29:44
هل أعلنت المليشيات الإخوانية حربًا مفتوحة على الجنوب؟

بعد التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، لم يكن متوقعًا من حزب الإصلاح الإخواني، المخترِق للحكومة، أن يرفع الراية بسهولة، بل يعمل على تفخيخ هذا المسار بغية إفشاله.

"الإصلاح" فعل ما كان متوقعًا منه، وذلك من خلال التصعيد العسكري على أكثر من جبهة، لا سيّما في محافظتي أبين وشبوة، بالإضافة إلى افتعال الأزمات والتوترات في العاصمة عدن، في تأكيدٍ من هذا الفصيل على وجهه الإرهابي.

الاعتداءات الإخوانية تهدف على ما يبدو إلى استفزاز القيادة السياسية الجنوبية وقواتها المسلحة من أجل اندلاع توترات عسكرية، تقضي على فرص نجاح اتفاق الرياض في أيامه الأولى، وعلى الرغم من التزام المجلس الانتقالي بضبط النفس إلا أنّ القيادة السياسية الجنوبية لن تصمت على العدوان الإخواني، وستُقدِم على تنفيذ ما يحفظ أمن الوطن.

تُشير هذه الحالة إلى ضرورة تأمين الجبهة الداخلية حسبما يؤكّد الخبير الأمني والاستراتيجي العميد خالد النسي، الذي قال في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر‏": "نحن في حالة حرب ومتوقع أن ندخل في حرب مفتوحة مع قوى الإخوان في أي لحظة".

وأضاف: " صحيح أن لدينا قوات مسلحة قادرة على مواجتهم ومواجهة الحوثي في الوقت نفسه ولكن الخطر هو الخارجين عن القانون في عدن.. يجب تصفية عدن منهم والضرب بقوه وبدون رحمة".

ومع مرور نحو أسبوعين على توقيع الاتفاق، ارتكب حزب الإصلاح الكثير من الخروقات لبنود الاتفاق، بينها تحركات عسكرية لا سيّما بعد الكشف عن معسكر سري في محافظة شبوة، يضم عناصر إخوانية إرهابية، سعى "الإصلاح" لترقيمهم واعتبارهم قوات أمن رسميين وتمريرهم ضمن اتفاق الرياض، من أجل استهداف الجنوب في مرحلة لاحقة.

كما أنَّ "الإصلاح" يمتلك كتائب إلكترونية، وقد وظَّفها الحزب الإخواني في الفترة الأخيرة من أجل شن حرب إخوانية شعواء على اتفاق الرياض، عبر بث الأكاذيب ومحاولة غرس السموم في هذا المسار؛ بغية إنقاذ مستقبل حزب الإصلاح.

تشير هذه الحالة، إلى أنّه من الضروري التيقظ للمؤامرات الإخوانية ضد الجنوب التي يُتوقع أن تشتد أكثر خلال الفترة المقبلة، وهذا الاستعداد يتوجب أن يكون سياسيا وعسكريا، في ظل امتلأ الجنوب قيادة سياسية محنكة وقوات مسلحة قادرة على دحر جميع الأعداء.

الجنوب يملك قيادة سياسية واعية، ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحمل على كاهله مسؤولية الحلم الجنوبي الكبير، وهو استرداد الدولة وتحريرها سواء من الاستهداف الحوثي أو الاستهداف الإخواني، وقد كان المجلس عند المأمول منه بعد مشاركته الفعالة في المحادثات التي أفضت إلى اتفاق الرياض.

ونجح المجلس في نقل القضية الجنوبية إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، كما استطاع أيضًا أن يجعل الجنوب جزءًا من الحل السياسي الشامل مما سيضع الحلم الجنوبي على الطاولة، وصولًا إلى اتخاذ خطوات فاعلة على الأرض من أجل تحقيق هذا المطلب الشعبي العام، المتمثّل في فك الارتباط عن الشمال.

"الضلع الثاني" في مثلث القوة الجنوبي يتمثَّل بالقوات المسلحة الجنوبية، أسود الميدان الذين كانوا على قدر المسؤولية، سواء في مواجهة العدو الحوثي أو العدو الإخواني، وهما عدوَّان استهدفا السيطرة على الجنوب واحتلال أراضيه.

القوات المسلحة الجنوبية استطاعت على مدار سنوات أن تدحر المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية، لتؤكّد أنّ للجنوب درعًا يحمي الأرض وسيفًا يصون أمن الوطن، وقد أثبتت القوات الجنوبية عن شراكتها مع التحالف العربي في الحرب على المليشيات الحوثية، على عكس حزب الإصلاح المخترِق لحكومة الشرعية، والذي ارتمى في أحضان المليشيات وكبّد التحالف تأخُّر حسم الحرب.

الضلع الثالث وهو الأهم في "مثلث القوة"، وهو وعي الشعب الجنوبي والتفافه حول قيادته السياسية وإدراكه لحجم التحديات الراهنة، وهو على استعداد تام لتقديم كل التضحيات فداءً لوطنه وتحقيقًا لحلمه الكبير.

ويمكن القول إنّ تكاتف هذه الأضلاع الثلاثة ولُحمتها أمرٌ كافٍ من أجل صد كافة المؤامرات التي تُحيط بالجنوب من كل اتجاه، على كافة الأصعدة، لا سيّما سياسيًّا وعسكريًّا.