العبث الحوثي بالملاحة البحرية.. إرهابٌ يدفع ثمنه العالم
يمثل تهديد الملاحة البحرية هدفًا رئيسيًّا للمليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بغية زعزعة الاستقرار بشكل عام في المنطقة على النحو يحقق أطماع ومساعي طهران الخبيثة.
ففي واقعة جديدة، خطفت المليشيات الحوثية سفينة بحرية كانت تقطر حفارًا كوريًّا جنوبيًّا في جنوب البحر الأحمر، حسبما أعلن الناطق باسم التحالف العربي العقيد تركي المالكي الذي قال إنَّ مسلحين حوثيين قاموا بخطف السفينة والقاطرة البحرية رابغ 3 في وقت متأخر من أمس الأول الأحد.
"متحدث التحالف" اعتبر حادثة الاختطاف بمثابة تهديد حقيقي لحرية الملاحة الدولية والتجارة العالمية وسابقة إجرامية ضد أمن مضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر البحري.
وأشار المالكي إلى أنّ المليشيات الحوثية مسؤولة وبحسب القانون الدولي عن سلامة أفراد طاقم القاطرة المتعدد الجنسيات، لافتًا إلى أنَّ قيادة القوات المشتركة للتحالف مستمرة في الإجراءات الصارمة والرادعة ضد هذه جماعة الحوثيين لحفظ الأمن الإقليمي والدولي.
واقعة الاختطاف تأتي بعدما كثّفت إيران من تحركاتها في مدينة الحديدة، لبدء مرحلة استهداف جديدة لحركة الملاحة في البحر الأحمر، بالتزامن مع بدء أعمال التحالف الدولي لحماية الملاحة البحرية في الخليج.
التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باشر في البحرين في وقتٍ سابق من نوفمبر الجاري، مهمته المتمثلة في حماية الملاحة في منطقة الخليج من اعتداءات تعرّضت لها سفن كان الاتهام فيها موجهًا إلى إيران بالوقوف خلف تلك الهجمات.
وردًا على ذلك، عزَّزت إيران تواجدها في مدينة الحديدة، عبر نشر خبراء عسكريين وصواريخ سكود وطائرات مسيرة على الشريط المحاذي لشواطئ الحديدة المطلة على البحر الأحمر ومناطق التماس مع القوات المشتركة وبخاصةً المناطق الأقرب إلى باب المندب.
هذا الانتشار فسَّرته مصادر، بأنّه محاولة إيرانية لإطلاق معركة ضد هذا التحالف، وذلك من مضيق هرمز إلى مضيق باب المندب والبحر الأحمر الذي يتوقع أن يشمله انتشار قوات التحالف الدولي.
وتعمل إيران على تقديم صنوف عديدة من الدعم للمليشيات الحوثية، وهو دعمٌ ساهم بشكل رئيسي ومباشر في إطالة عمر الانقلابيين، لتواصل تحديها للمجتمع الدولي.
وفي أكتوبر الماضي، عكف عناصرٌ من الخبراء الإيرانيين ومن حزب الله اللبناني على العمل مع المليشيات على تطوير وتجهيز زوارق خطيرة تهدد الملاحة البحرية، وهو ما يُفسِّر مماطلة الحوثيين وراء تسليم ميناء الحديدة والتشبث بالميناء الذي يمثل لهم أهمية قصوى.
وعملت المليشيات الحوثية بدعم مباشر من إيران، على صناعة وتطوير وتجهيز الزوارق البحرية، على النحو الذي يُهدِّد الملاحة الدولية، حيث شوهدت تحركات ملحوظة للمليشيات منذ أكثر من شهر في مناطق الخط الساحلي شمالي الحديدة على البحر الأحمر، ما يُشير إلى أنّ المليشيات تُجهِّز لحرب الزوارق في ظل تواجد خبرات من البحرية الإيرانية وحزب الله اللبناني.
هذه الزوارق تتضمَّن تقنيات حديثة متطورة وتحمل أجهزة رصد وتتبع وتحديد أبعاد في المسافات المائية، وهناك عناصر مدربة على تنفيذ الهجمات في المياه والتعامل مع القوارب والمواجهات البحرية وتنفيذ عمليات وهجمات مباغتة واستهداف سيلحق ضرره بالجميع، كما أنّ هناك مستودعات وورش سرية يستغلها الحوثيون لتجهيز زوارقهم وقواربهم الإرهابية، وتتركز في مناطق داخلية بين باجل واللحية وأرياف الزيدية.
ويعتمد الحوثيون على الزوارق البحرية كنوع من أدوات الحرب الرئيسية التي سيستخدمونها في منطقة الحديدة، وبخاصةً أنّ لديهم شعورًا قويًّا ومخاوف من أن تحرير الحديدة هو الهدف القادم للتحالف العربي، موضّحةً أنّ القيادات الإيرانية والحوثية تختار مواقع للتجهيز والتركيب والتطوير بين المدنيين، لعلمهم أن التحالف لا يمكن أن يستهدف مواقع مدنية.