لمن في أذنه صمم

العلم أو الراية هي رمزية وطنية وعنوان لهوية شعب، ودائماً لا يقر علم إلا وقد قدمت في سبيله آلاف بل ملايين الشهداء ليرتفع هذا العلم ويظل عالياً خفاقاً.
علم الجنوب هو رمزية وطنية تدل على شعب قدم الملايين في سبيل رفعت العلم ويظل شامخاً شموخ جبال شمسان، إن الذين يتوهمون أن ينزل علم الجنوب من على أي مكان إذا أصابهم الصمم.
لقد ضحى الشباب والرجال والنساء بأنفسهم وقدم شعب الجنوب الغالي والنفيس في سبيل إعلاء راية الجمهورية في مكافحة الاستعمار البريطاني (الأول)، وقدم في السنوات السابقة ولا زال يقدم خيرة الشباب لينال استقلاله (الثاني) من الكهنوت المتخفي في لباس الطهارة (الوحدة) التي أساؤوا إليها الكهنوت واللصوص في شخوص الجمهوريين والوحدويين الذين فهموها وحدة للضم والنهب والفيد.
لقد قرر أبناء شعب الجنوب بكل مكوناته وفئاته بأن ينال استقلاله تحت هذا العلم، فلا يفكر المتسلقون والذين انتهى عهدهم ولا اللصوص السياسيون ولقد انكشف أمرهم بأنهم سينزلون هذا العلم أو قادرين على إنزاله إنه رمزية وطن وقدسية شعب وكرامة جيل وعزة نضال وفخر للتضحيات.
رمزية العلم الجنوبي من كونه شعاراً يرمز لدولة نظام وقانون والذي من أجله ومن أجل أن يظل خفاقاً نذرت الأرواح وقدمت الأنفس في الحروب وفي الشدائد، وإن نزل العلم أو استبدل فإن التضحيات التي قدمت من أجله ذهبت هباءً.
وللعلم رمزية تضحيات لدولة قامت ثم اندمجت في دولة موحدة ولكنها كانت خديعة واستحواذ ونهب، وعندما حانت الفرصة لاستعادة الدولة ذات القيم التي قامت من أجلها فقدمت تحت هذا العلم تضحيات.
إن إنزال العلم الذي قدم من أجله التضحيات ما هي إلا استهتار بالقيم وشطحات ومراهقة محفوفة بالمخاطر، وهي دلالات لمن يرغب في إثارة الفتنة وضياع القضية ولا يعي أن علم الجنوب رمز من رموز الدولة التي تصاغ ملامح عودتها لن ينزل بعد أن أعطيت للمجلس الانتقالي الجنوبي الشرعية والاعتراف الدولي به كممثل لشعب الجنوب في أي مفاوضات لن تكون إلا تحت هذا العلم.
والمطلوب الآن من المجلس الانتقالي الجنوبي بأن لا يسمح بمزاحمة لأي علم لعلم الجنوب والاكتفاء برفع علم الجنوب على كافة مؤسسات الدولة حفاظاً على الانتصارات التي تحققت تحت هذا العلم وتقديراً لتضحيات خيرة الشباب والذين سقطوا من أجل بقائه.
فمن أراد العيش في هذا الوطن الجنوب فيعيش تحت هذا العلم، ومن لم يعجبه فيغادر الجنوب وله منا السلام.
سيظل العلم رمزاً مقدساً لوطن يسمو نحو العلا.
رايتي.. في العلى والمجد تحيي يا جنوب.