المليشيات تترنح.. كيف انكسر الحوثيون في جبهات القتال؟
تكبّدت المليشيات الحوثية خسائر ضخمة في الفترة الأخيرة، أصابتها بالجنون بشكل كبير، فيما لجأت إلى محاولة تعزيز جبهاتها عبر التوسُّع في ظاهرة التجنيد الإجباري لتعويض خسائرها.
ففي مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة، تصدَّت القوات المشتركة لهجمات واسعة شنتها مليشيا الحوثي على مناطق متفرقة بالمنطقة، حيث أفادت مصادر عسكرية ميدانية بأنَّ المليشيات شنّت هجومًا عنيفًا على مناطق في الأطراف الجنوبية من مركز مديرية التحيتا، مع عمليات قصف واستهداف واسعة بمختلف أنواع الأسلحة والقذائف المدفعية.
في سياق متصل، قالت المصادر إنّ المليشيات شنّت هجومًا آخر على مناطق شمال المديرية بالتزامن مع الهجوم جنوب التحيتا، مستخدمة القذائف المدفعية والأسلحة الثقيلة.
وأكّدت المصادر أنّ القوات المشتركة خاضت اشتباكات عنيفة مع مليشيا الحوثي استمرت لساعات، وتمكنت من التصدي وكسر الهجمات في شمال وجنوب التحيتا، وكبّدت المليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وأوضحت المصادر أنَّ المليشيات الحوثية تكبدت عشرات القتلى والجرحى في صفوفها ، بالإضافة إلى تمكن القوات المشتركة من تدمير أسلحة من عتاد الانقلابيين.
الانكسار الحوثي لم يتوقف عن هزائم الميدان، بل أقدم قادة المليشيات على تصفية عددٍ من العناصر الذين يعملون تحت إمرتهم بعد هروبهم من المواجهات وعدم تنفيذ أوامره.
ففي محافظة صعدة، أقدم قيادي حوثي على قتل مسلحين يعملان تحت إمرته من أبناء القفر بإب يشاركان الميليشيات في جبهة شمال الضالع.
مصادر ميدانية قالت إنَّ القيادي الحوثي برر الإعدام بدم بارد بعدم تنفيذ أوامره بالتقدم للقتال في الخطوط الأمامية، في جبهة الفاخر لكنّهم رفضوا تنفيذ الأمر مشترطين أن يذهب القيادي معهم.
وأضافت المصادر أنّ القيادي الحوثي استدعى المسلحين إلى إحدى العبَّارات للتحقيق والاستجواب ثم باشر إطلاق النار عليهما بعد تجريدهما من السلاح.
وبعد الجريمة، انسحب المسلحون من أبناء القفر باتجاه إب، لكن المشرف الحوثي نصب نقاطا مسلحة لمنعهم من المغادرة، ونشبت اشتباكات جرح خلالها عدد من المسلحين، بحسب المصادر.
ويدفع المشرفون الحوثيون والقيادات السلالية العنصرية بأبناء المناطق الوسطى إلى الخطوط الأمامية للمواجهات تحت التهديد والقوة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن إقدام قيادي حوثي على قتل عناصر تابعة لهم عقابًا على فرارهم من الجبهات لا سيّما في محافظة الضالع، التي منيت فيه المليشيات بخسائر ضخمة أمام القوات الجنوبية.
ففي أكتوبر الماضي، كشفت مصادر ميدانية أنّ المليشيات الحوثية لجأت إلى تصفية ميدانية للعديد من عناصرها الذين فرّوا من الميدان، خوفًا من البطولات التي تُسطِّرها القوات الجنوبية، وقد حدث ذلك تحديدًا بعدما انكسرت المليشيات في منطقة سائلة رهادة في المثلث الفاصل بين مديريات الحشاء وقعطبة والضالع.
المصادر أضافت أنَّ المليشيات الحوثية قامت بتصفية 30 متحوثًا من أبناء المناطق القريبة بتهمة الفرار، وأغلب هؤلاء العناصر من دمت والحشاء والعود، حيث لا يزال مصير الكثير من أبناء المديريات الثلاث مجهولًا، وهم الذين زجَّت بهم المليشيات الحوثية في معاركها الأخيرة بجبهة غرب الضالع.
كما أشارت المصادر إلى أنّه من غير المستبعد تمامًا أن تكون المليشيات الحوثية قد أقدمت على تصفيات ميدانية للكثير من العناصر التي زجت بها للقتال بحجة الفرار من المعركة.