مقترحات حوثية لامتصاص الغضب.. الرعب يبلغ أعلى درجاته

الأربعاء 20 نوفمبر 2019 17:39:35
مقترحات حوثية لامتصاص الغضب.. "الرعب" يبلغ أعلى درجاته

وسط مخاوف حادة من اندلاع احتجاجات ضدها على غرار ما يحدث في لبنان والعراق وحتى إيران، تتخوَّف المليشيات الحوثية من هبة شعبية ضدها، وكثَّفت إجراءاتها لامتصاص هذا الغضب.

مصادر "المشهد العربي" كشفت أنّ مجموعة من السياسيين والأكاديميين الموالين للمليشيات رفعوا جملة من المقترحات بهدف امتصاص الغضب الشعبي وتحسين صورة الحوثيين، إلى زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي, والذي بدوره وجه قياداته بالعمل على تنفيذها.

هذه المقترحات تشمل عددًا من النقاط الكثيرة منها استمالة الشخصيات الاجتماعية والمشائخ والقيادات العسكرية الموالين للمؤتمر للرئيس الراحل علي عبد الله صالح, الذين تعرضوا للتهميش بعد أحداث ديسمبر 2017, بالإضافة إلى تخفيض أسعار خدمات الاتصالات والمياه, واستبعاد الرسوم الجديدة التي فرضتها المليشيات على الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية.

وتضمّنت المقترحات أيضًا، إعادة صرف المرتبات, والحد من سلطات المشرفين وعمليات الاعتقال والتعسفات, وتصحيح الأوضاع في أقسام الشرطة وإطلاق المعتقلين والمختطفين وإعادة المنهوبات, ومنع الجبايات والحملات التي تقوم بها مليشيا الحوثي على أصحاب المحال التجارية, ومنع ابتزاز التجار, وإيقاف التعسفات بحق أصحاب الصيدليات.

وأوضحت المصادر أنّ قيادات حوثية نافذة ردت على المقترحات وقدمت تقارير أخرى إلى مكتب زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي, تحذر من إرخاء القبضة الأمنية واعتبرت ذلك خطرًا كبيرًا على الجماعة.

ورفضت قيادات حوثية نافذة، الكثير من تلك المضامين لخوفها على مصالحها ونفوذها.

وذكرت المصادر، أنّ مليشيا الحوثي بصدد الإعلان خلال الأيام المقبلة عن تخفيض طفيف في أسعار الإنترنت والاتصالات والترويج لذلك إعلاميًّا، ولفتت إلى صدور تعليمات إلى وزير الصحة في حكومة الحوثي غير المعترف بها طه المتوكل بالحد من التعسفات والابتزاز ضد أصحاب الصيدليات والقطاع الصحي الخاص.

وتواصل المليشيات الحوثية إجراءاتها التي تستهدف وأد أي احتجاجات ضدها في صنعاء، على غرار المظاهرات التي تعم لبنان والعراق والتي تجمع بينهم جميعًا رفضٌ للنفوذ الإيراني، فضلًا عن وصول الاحتجاجات إلى قلب طهران.

مليشيا الحوثي أصدرت تعليمات سرية جديدة لأجهزتها الأمنية ومشرفيها بتشديد الرقابة على المواطنين في صنعاء، تخوفًا من اندلاع شرارة تظاهرات ضدهم، وقالت مصادر "المشهد العربي" إنَّ التعليمات الجديدة قضت بمراقبة تحركات بعض المواطنين والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، والسياسيين غير الموالين لهم والعسكريين السابقين المنقطعين، بالإضافة إلى نشر الجواسيس بين طلاب جامعة صنعاء والجامعات الخاصة.

وأضافت المصادر أنَّ التعليمات الجديدة قضت برفع التقارير أولًا بأول حول المزاج الشعبي، فيما أفادت مصادر أخرى بأنَّ مليشيا الحوثي نشرت جواسيس وبلاطجة في حافلات نقل الركاب والأسواق الشعبية والشوارع لقياس مزاج الشارع، وافتعال مشكلات مع من يعتقد أنه يحرض على تظاهرات، حتي يتم اعتقاله بتهمة الشجار، بدون الإفراج عنه إلا بعد أخذ المعلومات الكاملة عنه، ووضعه في لائحة الرقابة.

وأشارت المصادر إلى أنّ مليشيا الحوثي تتعامل بحذر وخوف شديد مع احتمال انطلاق شرارة احتجاجات ضدها.

ويتزايد القلق والخوف في أوساط ميلشيا الحوثي في صنعاء وضواحيها، وهو ما أدَّى إلى انتشار متزايد لعناصر الميلشيات، فضلًا عن إجراءات متنوعة عبّرت عن حالة الخوف الهائلة في صفوف الانقلابيين.

أحدثت المظاهرات المستمرة في لبنان والعراق، هلعًا هائلًا في صفوف المليشيات الحوثية من احتمالية اندلاع حركات احتجاجية مماثلة، لا سيّما أنّ القاسم المشترك فيما بينهم هو النفوذ الإيراني المترامي.

وتعبيرًا عن هذه المخاوف الهائلة، أصدرت زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي توجيهات منذ انطلاق الاحتجاجات في لبنان والعراق، باعتقال عدد من ضباط الاستخبارات (الأمن السياسي)، بالإضافة إلى ضباط وأفراد في الأمن المركزي، جرت ملاحقتهم إلى منازلهم.

وأفادت مصادر مطلعة بأنّ مليشيا الحوثي اعتقلت 26 ضابطًا من جهاز الأمن السياسي في صنعاء، وأودعتهم سجنًا خاصًا في نفس الجهاز، ووجهت لهم تهمًا عديدة من بينها الخيانة، كما قبضت على عدد من الجنود وضباط الأمن المركزي.

بالإضافة إلى ذلك، فهناك مئات من الضباط والجنود في سجون المليشيات غالبيتهم رفضوا حضور دورات تدريبية طائفية، كما اعترضوا على عمل العصابات الذي يسود على عمل المليشيات، حيث يتعرض المعتقلون لانتهاكات نفسية وجسدية.

ومنذ أيام، استنفرت القيادات الحوثية مليشياتها ونشرت عددًا من النقاط في شوارع صنعاء وعدد من المحافظات التي تسيطر عليها، فيما تقوم بتفتيش دقيق في كل الشوارع سواء للمارة أوالسيارات وكذلك الهواتف الشخصية.

وتجلّت المخاوف الحوثية كذلك حديث عبد الملك الحوثي الأخير، الذي قال خلاله إنّ ما يحدث في لبنان والعراق هدفه إحداث ثغرات في مشروعهم التخريبي، محذرًا من حالة الفوضى في التلقي الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.

وكانت المليشيات قد أصدرت تعميمًا للمشايخ وعقال الحارات، تضمَّن منع السفر أو الغياب أو المغادرة للمشايخ وعقال الحارات إلا بإذن مسبق من قبل قطاع الأحياء الواقع تحت سيطرتها.

وتقول مصادر محلية إنّ هذه الخطوة الحوثية تُعبِّر عن مخاوف من المليشيات من اندلاع انتفاضة شعبية عارمة خلال الأيام المقبلة على غرار ما يحدث في لبنان والعراق، من احتجاجات يعتبر القاسم المشترك بينها هو "النفوذ الإيراني".