اشتباكات معسكر عكد.. تمرد إخواني على اتفاق الرياض
برهنت المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية، ويقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، على تمرُّدها على اتفاق الرياض، في محاولة من قِبل حزب الإصلاح، ذراع جماعة الإخوان الإرهابية، لإفشال هذا المسار.
فبينما كان مقررًا اليوم الأربعاء، أن تعود جميع القوات التي تحرّكت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه العاصمة عدن وأبين وشبوة منذ بداية أغسطس الماضي إلى مواقعها السابقة خلال 15 يومًا من توقيع الاتفاق، وتجميع ونقل الأسلحة المتوسطة والثقيلة بأنواعها المختلفة من جميع القوات العسكرية والأمنية في عدن بإشراف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
إلا أنّ تمرُّدًا إخوانيًّا حدث اليوم الأربعاء، حيث اندلعت اشتباكات بين أفراد مليشيا الإخوان، تابعة للمدعو لؤي الزامكي قائد اللواء الثالث ألوية رئاسية داخل معسكر عكد في محافظة أبين، حيث قالت مصادر مطلعة إنَّ جنودًا من "لواء الزامكي" دخلوا في اشتباكات مسلحة بين بعضهم البعض في المعسكر بسبب خلافات على نهب الأسلحة.
وأضافت المصادر أنَّ مسلحين تابعين للزامكي قاموا بنهب أسلحة وفروا على متن أطقم عسكرية باتجاه بعض قرى مديريات لودر ومودية والوضيع، لافتةً إلى أنَّ الأسلحة المسروقة كانت عبارةً عن صناديق رصاص وأسلحة متوسطة ومنصات كاتيوشا.
الاشتباكات الإخوانية على نهب الأسلحة يمثل تمردًا على اتفاق الرياض، وهو أمرٌ غير مستغرب على الإطلاق، فمنذ أن دعت المملكة العربية السعودية إلى محادثات في مدينة جدة واستجابة المجلس الانتقالي الجنوبي لها وحتى بعد انطلاقها والتوصُّل إلى توقيع الاتفاق فقد عمل "الإصلاح" طوال هذه المرحلة وما بعدها على تفخيخ مسار الاتفاق.
محاولات "الإصلاح"، ذلك الحزب الإخواني المخترِق لحكومة الشرعية، لإفشال اتفاق الرياض ترجع إلى مخاوف هذا الفصيل الإرهابي على نفوذه السياسي والعسكري، لا سيّما أنّ الاتفاق يقضي بتشكيل حكومة جديدة بالإضافة إلى إشراف التحالف على الوحدات العسكرية التي يمكن القول إنّ "الإصلاح" حوّلها إلى معسكرات إرهابية تضم الكثير من العناصر المتطرفة.
التشويه الإخواني لاتفاق الرياض الذي اعتمد في مرحلة سابقة على مليشيا "الإصلاح" الإلكترونية عبر هجمات إعلامية منظمة، والعمل في مرحلة أخرى على التصعيد الأمني في مناطق جنوبية مختلفة، فقد وصل الأمر إلى تمرد الإخوان بشكل مباشر على بنود الاتفاق بالنظر لما جرى في محافظة أبين اليوم الأربعاء.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذا "الإجرام" الإخواني يحمل الكثير من المخاطر على أصعدة مختلفة، فتهريب الأسلحة إلى بيئة ريفية أمرٌ ينذر بتردي الأوضاع الأمنية في المحافظة، لا سيّما في ظل العلاقات التي تجمع حزب الإصلاح الإخواني بالتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، حيث افتضحت العلاقات التي تجمع هذين الفصيلين الإرهابيين.
وكان السادس من أغسطس 2012، تاريخًا شاهدًا على نشأة الألوية الرئاسية، ذلك السلاح الذي استخدمته المليشيات الإخوانية لإعادة تنظيم القاعدة إلى الجنوب، ضمن مخطط شيطاني تكشفت خيوطه وملامحه، عبر تحالف مع تنظيمات إرهابية.
تضم الألوية التي يقودها "ناصر" نجل الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي، فصائل إرهابية موالية لتنظيم القاعدة بشكل مباشر، بالإضافة إلى عناصر شمالية تابعة لحزب الإصلاح، تستهدف الجنوب وذر رماد الإرهاب في أراضيه.
تحركات "الألوية الرئاسية" يُنسِّقها ويدبرها الإرهابي علي محسن الأحمر الذي يكرّس وقته وجهده من أجل إثارة القلائل والفوضى بالجنوب.
الألوية الرئاسية منذ تشكيلها، برزت أطماعها ومحاولاتها في الاستئثار بالسلطة، وتجلّى ذلك في ممارسات حزب "الإصلاح" الذي يُشكل على قطاعات كبيرة داخل هذه الألوية، كما أنّ هذه الألوية كثيرًا ما شكّلت عبئًا على التحالف العربي الذي اضطر للتدخل في أكثر من مناسبة، من أجل نزع فتيل أزمة تسبّبت فيها هذه الفصائل.