ارتفاع ملحوظ في النزوح.. المليشيات تستهدف الإنسانية
تسبَّبت الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، في تسجيل أعداد ضخمة من نزوح السكان؛ هربًا من الانتهاكات والاعتداءات التي يرتكبها الانقلابيون.
المنظمة الدولية للهجرة التي تقوم بعمليات التتبع السريع للنزوح، قالت إنّ محافظتي الضالع والحديدة من أكثر المناطق التي شهدت ارتفاعًا في حالات النزوح، وذلك خلال الفترة من 10 وحتى 16 من نوفمبر الجاري؛ وذلك بسبب الجرائم التي يرتكبها الحوثيون ضد السكان.
وقدّرت المنظمة الدولية أنَّه من 1 يناير إلى 16 نوفمبر، بلغ عدد النازحين داخليًّا 63 ألفًا و946 أسرة، تجاوز تعداد أفرادها 383 ألفًا و676 شخصًا، عانوا من النزوح مرة واحدة على الأقل.
وأدَّت الحرب الحوثية إلى نزوح أكثر من ثلاثة ملايين و600 ألف شخص، يكابدون ظروفًا معيشية قاسية، بعدما أجبرتهم المليشيات على الفرار من منازلهم.
ويعاني النازحون داخليًّا كثيرًا من المصاعب بما فيها فقدان سبل العيش، وتشتد حاجتهم إلى الغذاء والماء والمأوى، ويكونون أكثر عرضة للإصابة بالأوبئة وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، كون ثلاثة أرباع النازحين من النساء والأطفال.
تزايد أعداد النزوح سواء محليًّا أو خارجيًّا تأتي لفرار السكان من الاعتداءات الغاشمة التي تشنها المليشيات الحوثية والتي تستهدف المدنيين بشكل مباشر، وذلك لتضخيم الأزمة الإنسانية بالإضافة إلى تحويل منازلهم إلى أوكار مسلحة، تستخدمها المليشيات في حربها القائمة.
وارتكبت المليشيات الحوثية كافة صنوف الانتهاك على مدار سنوات الحرب، مُخلِّفةً وراءها بؤسًا حادًا، ولا تقتصر المعاناة الناجمة عن الحرب الحوثية على الإرهاب الفتاك وحسب، بل تسبَّبت المليشيات جرّاء حربها العبثية في أزمة نفسية شديدة البشاعة.
منظمتا هانديكاب إنترناشونال المتخصصة فى مجال الإعاقة، والمنظمة الدولية للمعوقين قالتا – في تقرير – إنَّ الحرب الحوثية تسبّبت في آثار نفسية مرهقة للغاية، وأنّه لا يزال الدعم النفسي والاجتماعي يمثل تحديًّا في منطقة لا تحظى فيه فكرة الضائقة النفسية إلا بمصداقية قليلة.
وذكر التقرير أنَّ فريق المنظمتين قدم الدعم النفسي لأكثر من 16000 شخص، بما في ذلك المستفيدون المباشرون من جلسات إعادة التأهيل والقائمين على رعايتهم، ويُخطِّط الفريق لتدريب أكثر من 400 عامل صحي لعلاج الأشخاص الذين يعانون من صدمة جسدية ونفسية شديدة، مع ازدياد المحتاجين للدعم النفسي في صنعاء.