إمارات الخير في الساحل الغربي.. كيف أنقذت حياة نصف مليون إنسان؟
على مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية، قدَّمت دولة الإمارات العربية المتحدة مساعدات إغاثية ضخمة، تناولت أكثر من قطاع لا سيّما الجانب الصحي، انتشلت به مئات آلاف السكان من براثن المعاناة الإنسانية.
دولة الإمارات، عبر ذراعها الإنسانية، هيئة الهلال الأحمر، تمكَّنت من انتشال وتشغيل القطاع الصحي في الساحل الغربي اليمني من خلال إعادة ترميم وتأهيل 23 منشأة طبية (مستشفيات ومراكز ووحدات صحية) وتأمين رواتب عدد من الكادر الطبي وتشغيل أربع عيادات متنقلة بكامل طواقمها الطبية ومستلزماتها وتسيير قوافل مساعدات دوائية متواصلة وبما يضمن تقديم الخدمات الطبية المجانية لنحو نصف مليون نسمة.
جاء ذلك ضمن برنامج شامل رافق العمليات العسكرية ويستهدف سرعة تطبيع الأوضاع في مختلف القطاعات ذات الارتباط المباشر بحياة الناس على طول امتداد المديريات المحررة في الساحل الغربي، حيث احتل القطاع الصحي أولوية قصوى لدى دولة الإمارات حرصا منها على حياة مئات الآلاف من السكان، كانت المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًّا قد دمرت كل المؤسسات في مناطقهم قبل اندحارها فيما ضاعف غياب دور السلطة من معاناتهم، بحسب المركز الإعلامي لألوية العمالقة.
أمام هذا الوضع الكارثي، سارعت دولة الإمارات منذ الوهلة الأولى إلى وضع خطط مرحلية مدروسة لإعادة ترميم البنية التحتية للقطاع الصحي في مراكز المديريات والمناطق النائية ذات الكثافة السكانية، تولى الهلال الأحمر، تنفيذها خلال فترة وجيزة، وكانت البداية السريعة من مدينة المخا التي باتت تشكل مركزًا للساحل الغربي الممتد من مديرية باب المندب بمحافظة تعز جنوبًا وصولًا إلى مديرية الحوك بمحافظة الحديدة شمالاً.
وبعد تحرير المدينة من قبضة المليشيات الحوثية مطلع العام 2017، سارعت هيئة الهلال وخلال شهرين فقط في إعادة ترميم وتأهيل وترميم وتجهيز مستشفى المخا العام ومده بالأدوية بصورة مستمرة حسب الاحتياج، كما تم تزويد المستشفى بسيارتي إسعاف دفع رباعي لتتمكن من الوصول إلى المناطق النائية في أطراف المديرية.
من جانبه، ثمن مدير عام مديرية المخا الشيخ سلطان محمود ومدير مكتب الصحة في المديرية الدكتور قاسم الشاذلي ومدير المستشفى الدكتور نصر عسكر الدور الكبير لدولة الإمارات في انتشال القطاع الصحي بسلسلة مشروعات كان على رأسها إعادة ترميم وتأهيل وتأثيث وتجهيز مستشفى المخا العام باعتباره مستشفى محوريًّا يقدم خدمات طبية مجانية ونوعية لمئات الآلاف من أبناء المديرية ومختلف مديريات الساحل الغربي والسهل التهامي وكذلك النازحين.
وعبّر المسؤولون عن بالغ الشكر والامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبًا، مؤكدين أنّ مبادراتها الإنسانية وضعت لها بصمة في قلوب أبناء الساحل الغربي وسيظل دورها محفورًا في الذاكرة جيلًا بعد جيل.
وبذات الحرص على سرعة ترميم وتأهيل وتجهيز مستشفى المخا، كانت مستشفي الدريهمي حاضرة هي الأخرى، حيث سارعت دولة الإمارات عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر على ترميم وتأهيل وتجهيز مستشفى مركز في مديرية الدريهمي التابعة لمحافظة الحديدة لتقديم الخدمات الطبية المجانية لأكثر من 30 ألف من سكان عزل وقرى المديرية مترامية الأطراف وكذلك سكان المناطق المحررة في مديريتي الحالي والحوك بمدينة الحديدة وسكان قرى منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه وقرى منطقة المجيلس التابعة لمديرية التحيتا.
وكانت الخطة التي أقرتها دولة الإمارات شملت ترميم وتأهيل وتجهيز المستشفى العام في مدينة حيس مركز مديرية حيس، والمستشفى العام في مدينة التحيتا مركز مديرية التحيتا، إلا أنَّ القصف المتواصل على المدينتين بين الفينة والأخرى من قبل المليشيات الحوثية المتمركزة في مناطق نائية خارج مركزي المديريتين حال دون التنفيذ لتكتفي الخطة بالعمل في ذات المرافق المتهالك في مدينة حيس ومدها بالأدوية بشكل متواصل يمكنها من تقديم الخدمات المجانية لأكثر من 20 ألف نسمة.
وفي التحيتا، تم اختيار مبنى في مكان أمن داخل المدينة ومده بالأدوية والمحاليل الطبية بشكل متواصل وبما يمكنه من تقديم الخدمات المجانية لأكثر من 25 ألف نسمة.
خطة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لم تقتصر على المدن ومراكزها، حيث شملت أيضًا المناطق النائية ذات الكثافة السكانية وبما يحقق الهدف الإنساني المنشود والمتمثل في تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين.
وشملت الخطة سرعة إعادة ترميم وتأهيل وتجهيز سبعة مراكز صحية و12 وحدة صحية ومدها بالأدوية اللازمة بصورة مستمرة وتأمين رواتب عدد كبير من الكادر الطبي لضمان تقديم الخدمات الطبية المجانية للمواطنين.
وتوزَّعت هذه المراكز والوحدات الصحية وفق خطة مدروسة تغطي كافة مناطق الساحل الغربي بواقع إعادة ترميم وتأهيل وحدتين الأولى في منطقة يختل لتخدم 9 آلاف نسمة والثانية في منطقة الزهاري لتخدم نحو 8 آلاف نسمة في مديرية المخا، وإعادة ترميم وتأهيل وافتتاح ثلاث منشأت صحية الأولى في منطقة واحجة لتخدم 4 آلاف نسمة والثانية في منطقة الكدحة لخدمة ألفي نسمة والثالثة في منطقة غريرة لخدمة 6 آلاف نسمة في مديرية باب المندب (ذوباب)، وفي مديرية الخوخة إعادة ترميم وتأهيل وتجهيز أربع منشأت طبية في أكثر المناطق كثافة سكانية، مركز صحي في مدينة الخوخة مركز المديرية ويخدم نحو 12 ألف نسمة، ومركز الأمومة والطفولة في ذات المدينة ويخدم نحو ستة آلاف امرأة، كما شملت المساعدات كذلك الوحدة الصحية في منطقة القطابا لخدمة نحو 11 ألف نسمة من أهالي المنطقة والنازحين، والوحدة الصحية في منطقة أبو زهر لتخدم 3 آلاف نسمة، والوحدة الصحية في منطقة موشج لخدمة 4 آلاف نسمة.
وفي مديرية الدريهمي ترميم وتأهيل وتجهيز ثلاث منشأت طبية، ومركز صحي في منطقة الشجيرة لخدمة 7 آلاف نسمة، والوحدة الصحية في منطقة القضبة لخدمة 3 آلاف نسمة، والوحدة الصحية في منطقة الطائف لخدمة 5 آلاف نسمة، وفي مديرية التحيتا ترميم وتأهيل وتجهيز وحدتين في مناطق حيوية تتوسط عزل و قرى جنوب المديرية الأولى في منطقة الحيمة لخدمة نحو 10 آلاف نسمة والثانية في منطقة المتينة لخدمة 6 آلاف نسمة، وفي مديرية موزع ترميم وتأهيل مركزين الأول في مركز المديرية ليخدم 17 ألف نسمة والثاني مركز خاص بالأمومة والطفولة ذات المنطقة لتقديم الرعاية الطبية لأكثر من 12 ألف امرأة وطفل.
في مديرية الوازعية، ترميم وتأهيل أكبر مركز طبي في منطقة الشقيرا مركز المديرية ليخدم أكثر من 10 آلاف نسمة، وفي مديرية الحوك التابعة لمدينة الحديدة ترميم وتأهيل وتجهيز المركز الصحي بمنطقة المنظر المتاخمة لمطار الحديدة وبما يخدم نحو 10 آلاف نسمة.
هذه المساعدات الضخمة تأتي في وقتٍ تتعرض فيه أبو ظبي لحملات تشويه ممنهجة من قِبل حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، الذي سعى بدوره إلى محاولة شق وحدة الصف في التحالف على النحو الذي يُمكِّنه من تحقيق مصالحه.
واحتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول عالميًّا، كأكبر دولة مانحة للمساعدات لليمن لعام 2019، من خلال دعم خطة استجابة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن، وفقًا لتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وبحسب تقرير المنظمة الدولية، فقد بلغت قيمة المساعدات الإماراتية المقدمة إلى اليمن منذ 2015 حتى يونيو 2019، حوالي 5,59 مليار دولار، واستحوذت المساعدات الإنسانية على نحو 34 في المئة، وبقيمة قدرها 1.89 مليار دولار، من إجمالي المساعدات الإماراتية.
أمّا المساعدات التنموية وإعادة التأهيل ومشروعات دعم إعادة الاستقرار فاستحوذت على 66% من قيمة المساعدات بمبلغ 3,70 مليار دولار وذلك للمساهمة في جهود إعادة الإعمار في العديد من المحافظات اليمنية المحررة، وتوفير سبل المعيشة والاستقرار في العديد من المجالات.
وتوزَّعت المساعدات على العديد من القطاعات الخدمية والإنسانية والصحية والتعليمية والإنشائية، حيث استفاد منها قرابة 17.2 مليون يمني يتوزعون على 12 محافظة، ومن هؤلاء المستفيدين 11.2 مليون طفل و3.3 مليون امرأة، بحسب تقرير صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية.
وفي إطار هذه المساعدات، تلقّى نحو 11.4 مليون شخص العلاج الطبي، فضلًا عن مساعدات شملت أدوية ومستلزمات طبية وتأهيل المستشفيات، فيما تلقى 16.3 مليون شخص مساعدات غذائية وتلقي 1.8 مليون طفل وطفلة دعمًا تربويًّا وتعليميًّا.