المختطفون لدى الحوثي.. موتٌ جديد في كل لحظة

الجمعة 22 نوفمبر 2019 15:54:41
المختطفون لدى الحوثي.. موتٌ جديد في كل لحظة

إذا كان المعتقلون في سجون الحوثيين معروفًا مكانهم ومعلومًا أنّ يتلقّون صنوفًا عديدة من التعذيب والانتهاك، فإنَّ المختطفين الذين تُخْفِيهم المليشيات أمرًا يعتبر أبشد بشاعة في ظل المجهول الذي يحاصرهم.

ففي محافظة الضالع، انقطعت أخبار أكثر من 15 شخصًا، بعد اختطافهم من قِبل المليشيات الحوثية ونقلهم إلى محافظة صعدة، دون أن يُعرف مصيرهم إلى الآن.

مصادر مطلعة تقول إنّ أكثر من 15 شخصًا من أبناء عزلة الأعشور، بمخلاف العود، الرابط بين محافظتي إب والضالع، ما زال مصيرهم مجهولًا بعد أن نقلتهم المليشيات أولًا إلى صنعاء، ومن ثم إلى صعدة.

وانقطعت أخبار هؤلاء المختطفين انقطعت منذ منتصف أكتوبر الماضي، وإخضاعهم لتلقي دورات طائفية ومذهبية، وتسميم أفكارهم بمفاهيم الحقد والكراهية.

هذه الواقعة ليست الأولى في هذه المنطقة بالتحديد، فالمليشيات سبق أن نقلت 30 شخصًا وإخضاعهم لما تسميها دورات ثقافية في مديرية النادرة شمالي مخلاف العود، نقلت معظمهم إلى صنعاء،ومن ثم صعدة، تحت الإكراه.

كما وسبق أن اختطفت المليشيات العشرات من أبناء عدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية في "العود"، على خلفية رفض التعاون معها بتنفيذ آلية التجنيد الإجباري والقتال معها في جبهات الضالع.

المختطفون الذين تُخفِيهم المليشيات الحوثية، يمثل مصيرهم أكثر رعبًا مما يُحاك بالمعتقلين الذين تُعرف أماكن احتجازهم، بينما يظل مصير المختطفين أمرًا شديد الصعوبة لا سيّما على أسرهم الذين يُذقون موتًا جديدًا في كل لحظة تمر عليهم.

وهناك أكثر من مصير ينتظر هؤلاء المختطفين، ما بين القتل أو التعذيب أو نقلهم إلى جبهات القتال وغير ذلك من سبل المعاناة التي تحاصرهم جرّاء انتهاكات وجرائم المليشيات الحوثية.

كما أنّ غياب الرعاية الصحية في سجون الحوثي يحمل كثيرًا من الخطر على السجون المعتقلين لدى المليشيات، ويتم الإعلان بين حينٍ وآخر عن وفاة معتقلين جرّاء نقص العناية الطبية بهم بعدما ذاقوا صنوفًا عديدة من التعذيب.

وكانت رابطة أمهات المختطفين والمخفيين قسرًا قد دعت - قبل أيام - للضغط على المليشيات الحوثية من أجل الإفراج عن المختطفين في السجون، لا سيَّما أولئك المرضى في السجن المركزي بصنعاء.

الرابطة قالت في بيانٍ اطلع "المشهد العربي" على نسخة منه، إنّها حصلت على معلومات تفيد بتدهور الحالة الصحية لعدد من المختطفين المرضى في السجن المركزي بصنعاء، جراء حرمانهم من الرعاية الصحية المتخصصة.

وفي مطلع أكتوبر الماضي، كشف تقرير قدمه خبراء بتكليف من مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان تفاصيل الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات، بما في ذلك عنف جنسي ضد نساء في سجون يديرها الحوثيون.

وقال التقرير، الذي ازعج الحوثيين، إنّ المليشيات سعت للتغطية على جرائم اختطافها وإخفائها لعشرات النساء، باتهامهن بارتكاب أفعال "الفجور والدعارة"، وذلك لتجنب الضغوط الاجتماعية والعائلية الرافضة لتلك الممارسات.

وفي العامين الأخيرين، اتهمت النساء بالدعارة والاختلاط والفجور، وقد استخدم الحوثيون في صنعاء مثل هذه التهديدات والمضايقات عند قمع المظاهرات العامة التي تضمّ نساءً ووجهت مثل هذه الاتهامات ضد النساء كوسيلة لـ"إضفاء الشرعية" على الاحتجاز التعسفي للنساء والفتيات، بما في ذلك نشر تصوّر عن النساء والفتيات على أنهن عاهرات محتملات.