نقص المياه وغزو الكوليرا.. رصاصتان حوثيتان من سلاح واحد
تسبَّبت الحرب العبثية للمليشيات الحوثية القائمة منذ صيف 2014، في تردي القطاع الصحي بشكل حاد وتفشي الكثير من الأوبئة القاتلة، وعلى رأسها مرض الكوليرا التي فتكت بصحة الكثيرين.
ومن بين أسباب تفشي مرض الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين هو نقص وغلاء مياه الشفة، حسبما أعلنت المسؤولة عن البعثة اليمنية في منظمة "أطباء العالم" وفاء السعيدي.
وبينما كانت إمدادات المدينة بالمياه صعبة قبل اندلاع الحرب الحوثية التي فاقمت هذا الوضع، لا سيّما أنّ عدد السكان في صنعاء زاد أكثر من الضعف مع تدفق النازحين الفارين من مناطق المعارك.
المسؤولة قالت إنّ صنعاء من الدول الأكثر خطورة في العالم بانقطاع المياه نهائيًّا فيها، وإنّ المخاطر كبيرة ويجمع الخبراء على ذلك، وأضافت: "الموارد المائية تتراجع والاستهلاك يزداد، بالتالي على غالبية سكان صنعاء شراء الماء من جهات خاصة تنقل المياه بشاحنات صهريج، عندما يكون هناك نقص في الوقود ترتفع الأسعار".
وأشارت إلى أنّ أسرتها المقيمة في صنعاء تضطر لشراء صهريجين من مياه الشفة شهريًّا بسعر 40 دولارًا لثلاثة آلاف لتر، وتابعت: "ننظم حملات للوقاية من الكوليرا ونقول للناس إنه يجب غسل الأيدي و"يجيبوننا نعلم ذلك لكن ليس لدينا ماء.. فنعود باستمرار إلى مستشفياتكم لإصابتنا بالكوليرا".
واستطردت: "قال لي رجل سعر الشاحنة الصهريج ضعف راتبي عندما كان لدي راتب.. كيف تريدونني أن أعلم أولادي أن يغسلوا أيديهم؟".
وشح مياه الشفة أسوأ في الأرياف حيث يضطر السكان إلى حفر آبار أعمق ليعثروا على "مياه قذرة".
وكانت أعلنت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت أنَّ العدد التراكمي لحالات الكوليرا المشتبه بها والمبلغ عنها منذ أكتوبر 2016 حتى أغسطس 2019، بلغت مليونين و36 ألفًا و960 حالة إصابة، بما في ذلك 3 آلاف و716 حالة وفاة، بمعدل وفيات بنسبة 0.18٪.
والمنظمة قالت في تقريرها عن حالة الكوليرا في اليمن حتى أغسطس الماضي، إنّ اليمن عانى من ثلاث موجات لمرض الكوليرا خلال الأشهر الـ23 الماضية، جراء انهيار القطاع الصحي، وارتفاع معدلات سوء التغذية بين النساء و الأطفال، الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وتسبَّبت الحرب الحوثية في تعطل شبكات الصرف الصحي و إيقاف نفقات مشروعات المياه، ما ساهم في انتشار الكوليرا، الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع الإنساني المتردي.
وبحسب تقارير أممية، يعاني نحو 17.8 مليون شخص من نقص إمدادات المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي، ولا يحصل 19.7 مليونًا على خدمات رعاية صحية كافية.
وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، فإنّ المحافظات الخمس ذات أعلى معدل هجوم تراكمي لمرض الكوليرا هي عمران، المحويت، صنعاء، البيضاء، ذمار، فيما سجلت محافظات حجة، إب، الحديدة أعدادًا كبيرة من الوفيات.