هل تنقلب طاولة مجلس الأمن على أذرع إيران بالمنطقة؟
رأي المشهد العربي
يقدم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث إحاطة جديدة إلى مجلس الأمن بشأن الأزمة اليمنية، ليس من المتوقع أن تشهد الجلسة تغييراً كبيراً في رؤية المجتمع الدولي للجرائم الحوثية في اليمن، فعلى مدار الأشهر الماضية قامت العناصر الانقلابية بخرق جميع الاتفاقات التي جرت برعاية الأمم المتحدة من دون أن تحرك ساكن تجاهها وهو ما يعني أن هناك تأييد مبطن لتلك الانتهاكات.
الجديد في الجلسة التي من المقرر أن تنعقد اليوم الجمعة، أنها تأتي بعد أسبوعين تقريباً على توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، وهو الاتفاق الذي يستهدف لملمة أجنحة الشرعية ضد الانقلاب الحوثي، وجرى برعاية أممية وترحيب دولي واسع، ما يعني أن التعامل الدولي مع المليشيات المدعومة من إيران لابد أن يشهد تغيراً يماثل التغير الذي بدأ على أرض الواقع من خلال بدء تنفيذ بنود اتفاق الرياض من العاصمة عدن.
كما أن جلسة اليوم تأتي في أعقاب اندلاع انتفاضات في بلدان عربية عدة ضد أذرع إيران بالمنطقة، بل أن تلك المظاهرات طالت إيران ذاتها، وبالتالي فإن تعامل المجتمع الدولي مع الجرائم الإيرانية بنفس المنطلق السابق من المفترض أن يشهد تحول تماشياً مع الرغبة الشعبية في إنهاء الاحتلال الإيراني الذي تمارسه بالوكالة على عدد من البلدان العربية من خلال أذرعها.
التطورات التي تشهدها الساحة الإقليمية بشكل سريع يومياً ستكون بحاجة إلى ملاحقة المجتمع الدولي لها، ومن المتوقع أن ينعكس ذلك على موقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أذرع إيران في المنطقة، وهو ما يمهد لوجود رغبة دولية حقيقة بعيداً عن الشعارات لإضعاف تلك الأذرع، وإنهاء جملة من أزمات المنطقة.
بالنظر إلى الحالة اليمنية فإن الواقع لا يشهد أي تطور على مستوى إمكانية إنهاء الأزمة قريباً، وبالتالي فإن إحاطة المبعوث الأممي قد لا تحمل جديداً، إلا إذا كان هناك موقف مختلف من المجتمع الدولي والذي عبًرت مواقفه الداعمة لاتفاق الرياض إدراكه بأن الوقت قد حان لإنهاء الحرب التي تسببت فيها المليشيات الحوثية منذ انقلابها على الشرعية في العام 2014.